نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم الإعلام التربوي- کلية التربية النوعية- جامعة المنصورة
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
ظهر مصطلح الإعلام التربوی فی أواخر السبعینات من القرن العشرین، حین بدأت المنظمة الدولیة للتربیة والثقافة والعلوم "الیونسکو" الدورة السادسة والثلاثین فی استخدامه للدلالة على التطور الذی طرأ على نظم المعلومات التربویة، وما لبث أن شاع استخدامه للدلالة على الأنشطة الإعلامیة التی یمارسها الطلاب فی المؤسسات التعلیمیة.
وقد أصبح الإعلام التربوی له دوره المؤثر فی تزوید الطلاب بالمعلومات والاتجاهات والقیم والمهارات مما یساعد على تنویر الرأی العام الطلابی وتنمیة الشخصیة السویة للطلاب بما یحقق أهداف العملیة التربویة، ویُعد الإعلام التربوی أحد الوسائل التی تعتمد علیها المدرسة لأداء بعض وظائفها، فهو وسیلة أساسیة تساعد التلمیذ على القیام باختیاراته الدراسیة واکتشاف قدراته والتعبیر عن إرادته بکل حریة، وتحدید مساره المستقبلی، وذلک بمنحه القدرة على الربط بین العالم المدرسی والعالم المهنی بما یتوافق مع قدراته الحقیقیة، بکل حریة وموضوعیة. ویتلاءم مع قدرات التلامیذ.
ویتجسد دور الإعلام التربوی سواء کان صحافة أو إذاعة کأحد الأنشطة المدرسیة، فی ربط الطالب بما یجری حوله من أحداث وقضایا معاصرة؛ بما یضفى القوة والفاعلیة للطلاب على مستوى حیاتهم الخاصة والأسریة والعامة.
أولًا: مشکلة الدراسة:
یُعد الإعلام المدرسی بلا شک مجالًا خصبًا لتنمیة قدرات الطفل الإبداعیة بما تحتویه من فنون یمارسها الطفل أثناء اندماجه أو دمجه فی أنشطة الإعلام المدرسی التی تشمل الإذاعة المدرسیة والصحافة المدرسیة والمناظرات والبرلمان المدرسی.
وهذا ما یتطلب بدایة العمل على تصویب نظرة المجتمع بصفة عامة للإعلام المدرسی من اعتباره مدرسی (تکمیلی- إضافی - ترفیهی) لاعتباره إلیه مهمة ورئیسة نستکشف ونتعرف من خلالها على بعض القدرات الإعلامیة الخاصة لدى بعض الأطفال بهدف العمل على تنمیتها ورعایتها.
فمشارکة الطفل فی أنشطة الإعلام المدرسی تُعد بأسلوب غیر مباشر تدریبًا یغذی بعض مهاراته العقلیة وبخاصة التی تُمثل حاجات للتعلم وتتطلب من الطفل ضبطًا عضلیًا عصبیًا، کمهارات اللمحة والنظرة الإبداعیة، القراءة الإبداعیة الکتابة الإبداعیة الکتابة الإبداعیة الرسم والکاریکاتیر الإبداعی والإلقاء، وغیرها.(1)
وفی ظل تزاید اهتمام الدراسات والبحوث العلمیة بتبنی أطرًا منهجیة وتنظیریة عدیدة، لبحث موضوع الإعلام التربوی ومعرفة دوره فی التأثیر على الأطفال، یمکن بلورة مشکلة الدراسة فی التعرف على واقع دراسات الإعلام التربوی واستخداماته فی العملیة التعلیمیة والتعرف على الاتجاهات الحدیثة فی تلک البحوث والدراسات من خلال رصد وتحلیل الإنتاج العلمی فی بعض الجامعات المصریة خلال الفترة من 2010م إلى 2018م.
ثانیًا: أهداف الدراسة:
تسعی هذه الدراسة إلى تحقیق العدید من الأهداف یأتی على رأسها تتبع وتحلیل الاتجاهات البحثیة والتنظیریة فی دراسات الإعلام التربوی والتی ترتبط بتطویر البحث العلمی فی مجال بحوث الإعلام التربوی وذلک من خلال مسح وتحلیل بعض بحوث الإعلام التربوی ورسائل الماجستیر والدکتوراه التی أجیزت ومنحت درجتها العلمیة من الجامعات المصریة عینة الدراسة وتقدیم رؤیة تحلیلیة نقدیة لواقع هذه الدراسات، وعلى هذا یمکن تحدید أهداف الدراسة فیما یأتی:
1- رصد وتوصیف بحوث ودراسات الإعلام التربوی فی الجامعات عینة الدراسة، بما یتیح تقدیم وتحدید مؤشرات یمکن الاسترشاد بها فی بحوث هذا المجال.
2- إفادة الباحثین فی مجال الإعلام بصفة عامة، وبحوث الإعلام التربوی بصفة خاصة بواقع الدراسات الإعلامیة فی مجال الإعلام التربوی فی مصر خلال الفترة الزمنیة المحددة للبحث.
3- التعرف على تصنیفات وتوجهات مجالات الاهتمام البحثی لدراسات الإعلام التربوی، والوقوف على النتائج التی توصل إلیها الباحثین، ومحاولة تفسیرها والربط بینها، لتقدیم رؤیة أکثر عمقًا تدعم المنطلقات الفکریة والبحثیة فی هذا المجال وتتوافق مع التطورات التی حدثت فی مجال الإعلام ککل.
4- الکشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی فی الکلیات التی تم رصدها.
5- رصد الاتجاهات العلمیة الحدیثة فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی سواء على مستوى التناول النظری أو التطبیقی، وتقدیم رؤیة شاملة تتعلق بالمشکلات والموضوعات البحثیة وطرق معالجتها، وکذلک التعرف على المناهج والأدوات البحثیة المستخدمة فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی.
6- تقدیم رؤیة مستقبلیة عن مستقبل الإعلام التربوی، ومدى أهمیته لفئات الطلاب ومدى تفاعلهم معه، مما یجعلنا نقف على قاعدة علمیة بحثیة ومصنفة وممنهجة للإفادة منها فی تطویر البحث العلمی فی مجال بحوث الإعلام التربوی.
ثالثًا: أهمیة الدراسة:
تنبع أهمیة الدراسة من خلال المؤشرات الآتیة:
1- تکمن أهمیة هذه الدراسة الباحثین من التعرف على الاتجاهات البحثیة الجدیدة فی الإعلام التربوی فی الجامعات المصریة عینة الدراسة، ومجالات الاهتمام البحثی التی تم الترکیز علیها، والأخرى التی لم تحظ بالاهتمام، مما یعنی تقیم مؤشرات للاسترشاد البحثی وتوجیه نظر الباحثین لموضوعات بحثیة جدیدة فی دراسات الإعلام التربوی.
2- تسهم هذه الدراسة فی بناء قاعدة علمیة بحثیة غنیة للإفادة منها فی تطویر الدراسات الإعلامیة بصفة عامة ودراسات الإعلام التربوی بصفة خاصة، وهو ما یسهل عمل الباحثین، ویخدم المراکز البحثیة فی تقدیم رؤیة مستقبلیة عن مستقبل الإعلام التربوی فی مصر.
3- أهمیة الکشف عن مواطن القوة ونقاط الضعف فی دراسات الإعلام التربوی، سعیًا لوضع رؤیة مستنیرة حول مستقبل الدراسات العلمیة والاتجاهات البحثیة الجدیدة فی هذا التخصص العلمی المهم.
4- تقدم هذه الدراسة خلاصة کاملة لأبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسات وبحوث الإعلام التربوی، وأهم ما خلصت إلیه الدراسات الإعلامیة الحدیثة، مما یعنی استیعاب الاتجاهات النظریة والتطبیقیة فی الدراسات الإعلامیة، وکذلک التعرف على المناهج والأدوات البحثیة المستخدمة، وهو ما یمثل قیمة أکادیمیة للباحثین والدارسین.
5- تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها فی قیاس ورصد الاتجاهات البحثیة الحدیثة فی بحوث الإعلام التربوی، مما یمثل إضافة علمیة جدیدة للمکتبة الإعلامیة العربیة خاصة مع ندرة الدراسات التی تناولت الإعلام التربوی والتی اعتمدت على أسلوب تحلیل المستوى الثانی.
رابعًا: الدراسات السابقة:
رکزت بحوث عدیدة على تحلیل التراث العلمی فی مجالات مختلفة من بحوث ودراسات الإعلام عربیًا وأجنبیًا وقدمت عددًا من الرؤى المفیدة حول تطور اتجاهات البحث فی هذا المجال، ومن هذه الدراسات نستعرض ما یلی:
اهتمت دراسة رایس (2005)(2) R.E.Rice بتحلیل ومراجعة موضوعات البحث حول الإنترنت ووسائل الإعلام الجدیدة بین أعضاء جمعیة الباحثین فی الإنترنت AoIR، واعتمد الباحث على استخدام نموذج تحلیل الشبکة لرصد الاهتمامات البحثیة، والمفاهیم المرتبطة بها، بناء على عناوین الجلسات وعناوین البحوث والملخصات التی قدمت إلى مؤتمر الجمعیة خلال الفترة من 2003م إلى 2004م، وأظهرت نتائج الدراسة أن الإنترنت کان أکثر المصطلحات استخدامًا فی ملخصات البحوث التی قدمت للجمعیة، ثم مصطلح الاتصال الجدید، ثم المجتمع، والتکنولوجیا، کما لاحظ الباحث أن هناک تحولًا فی الترکیز على دراسة تأثیرات الوسائل الجدیدة إلى دراسة استخدام الجماعات والمؤسسات داخل المجتمع لوسائل الإعلام الجدیدة بما یحقق أهدافها ویحقق مصالحها، وتناولت دراسة محمود عبد الرؤوف (2007)(3) اتجاهات بحوث الصحافة والإعلام فی أمریکا ومصر- دراسة تحلیلیة مقارنة استبصاریة لدوریتی الصاحة والإعلام الأمریکیة والمجلة المصریة لبحوث الإعلام، وهی دراسة تحلیلیة مقارنة لاتجاهات البحوث فی هاتین الدوریتین، وذلک فی إطار النظریة النقدیة فی بحوث الاتصال، واستخدمت الدراسة استمارة تحلیل المضمون للتحلیل الکمی إلى جانب التحلیل الکیفی، واعتمدت على أسلوب الحصر الشامل لأعداد الدوریتین موضع الدراسة من عام 1989 إلى 32007، وأظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات بحوث الإعلام فی مصر تتماشی مع نظیرتها الأمریکیة من حیث الموضوع، وتبین غلبة البحوث الفردیة على محتوی المجلة المصریة لبحوث الإعلام بعکس غلبة البحوث الجماعیة فی محتوى مجلة الصحافة والإعلام الأمریکیة والتی تفوقت أیضًا فی عدد البحوث المنشورة بها خلال الفترة محل الدراسة، وقدمت دراسة سکولاری (2009)(4) C.A.Scolari تحلیلًا لواقع دراسات الاتصال الرقمی، بهدف تحدید سمات ومضامین النقاش العلمی البحثی والتنظیری حول وسائل الإعلام الجدیدة، وأظهرت الدراسة أن التحولات التی ظهرت فی مجال البحث والتنظیر جاءت نتیجة التحولات التکنولوجیة الرقمیة وحددها الباحث فی أربعة مراحل: المرحلة الأولى مرحلة الآباء المؤسسین من 1960 إلى 1984، ورکزت الأجندة البحثیة فیها على الاتصال البشری والتقارب بین وسائل الإعلام والنص المتشعب ونوافذ الاستخدام، وفی هذه المرحلة ظهرت بدایات التنظیر عن الکمبیوتر والاتصال الشبکی معتمدة على المعلومات ونظریة النظم، وامتدت المرحلة الثانیة من 1984 إلى 1993 وأطلقت علیها مرحلة البدایات لــ "اودارت" البحوث فیها حول النص الفائق ونوافذ الاستخدام وسهولة الاستخدام والاتصال من خلال الکمبیوتر واعتمدت على نظریة التفکیکیة والمعرفة وعلم النفس، أما المرحلة الثالثة فامتدت من 1993 إلى 2000 وتضمن ثلاثة اتجاهات بحثیة ونظریة وهى دخول الإنترنت إلى الثقافة الشعبیة وظهور ثقافة الإنترنت بین الأکادیمیین والمجتمع الافتراضی، واعتمدت الجهود النظریة فیها على الإفادة من نظریات المعرفة وعلم النفس والاقتصاد والعلوم السیاسیة والاجتماع والثقافة والتکنولوجیا، وسمیت المرحلة الرابعة بمرحلة دراسات الإنترنت وشملت من 2000 إلى 2008 وانصبت البحوث فیها على دراسة المصادر المفتوحة والویکی وخدمات الشبکة ورکزت البحوث فیها على تطبیق نظریات الاتصال التقلیدیة على الإعلام الجدید مع البحث عن نظریات جدیدة مثل نظریة الشبکة ونظریة الفاعل على الشبکة ونظریة الألعاب على الشبکة، واستفاد توماسیلو ولی وبایر (5)(2010) T.K.Tomasello.Y.Lee and A.P.Baerمن مبادئ فیدلر (1997) حول البناء العضوی لوسائل الإعلام، ونظریة روجرز (2003) عن انتشار المبتکرات، فی تحلیل وتقویم الدراسات التی نشرت حول وسائل الإعلام الجدیدة خلال 17 عامًا من 1990 إلى 2006، وأکدت النتائج على انتشار الدوریات الخاصة ببحوث الإعلام الجدید، وانتقال هذه البحوث من مرحلة الانتقال إلى مرحلة التبنی، ووصولها إلى مرحلة الانتشار الواسع، وأشارت النتائج أن الباحثین یستخدمون قائمة معینة من الکلمات المفتاحیة فی بحوثهم، وأشار الباحثون أن مبادئ نظریة البناء العضوی لوسائل الإعلام، ونظریة انتشار المستحدثات أو المبتکرات قد أسهمتا بقوة فی تفسیر ظهور وترکیز بحوث الإعلام الجدیدة فی حل الاتصال، کما بنیت نتائج الدراسة أن بحوث وسائل الإعلام الجدیدة التی تتعلق بالأنترنت، وما یرتبط بها من تکنولوجیات رقمیة تشکل مجالًا بحثیًا صاعدًا داخل حقل الاتصال، وقام روبرت وسامویل ولیندسی (2012)(6) R.E.Wilson, S.D.Gosling and L.T.Garham بتحلیل 412 بحثًا ودراسة تتعلق بموقع الفیسبوک، کشف الباحثون من خلال التحلیل عن ترکیز هذه البحوث حول خمسة مجالات هی: وصف وتحلیل المستخدمین، دوافع الاستخدام، تقدیم الهویة الشخصیة على الفیسبوک، دور الفیسبوک فی التفاعل الاجتماعی، والخصوصیة والکشف عن المعلومات على الفیس بوک، کما قدم الباحثون عرضًا للتراث العلمی المرتبط بالمجالات الخمسة، وذلک بهدف تقییم نتائجها وتقدیم توصیات البحوث المستقبلیة فی مجال بحوث الفیسبوک، وشبکات التواصل الاجتماعی الإلکترونیة بوجة عام.
وکشفت دراسة عزة عبد العظیم (2012)(7) فی الرؤیة النقدیة والتحلیلیة التی قدمتها لعینة من البحوث العربیة فی مجال الإعلام الإلکترونی، عن أن عینة البحوث کانت فی معظمها بحوث شکلیة نمطیة لا تصلح لتفسیر الظواهر الإعلامیة المدروسة، فقد انحسر معظمها فی نوعیة البحوث الوصفیة، وانتهت النتائج إلى وجود أزمة منهجیة یعانی منها الباحثون فی حقل الإنترنت، حیث هیمنة المنظور الوظیفی المعتمد على الوصف فی معظم تلک البحوث وبالتالی محدودیة المردود العلمی، ووقوف هذه الدراسات بأهدافها عند حدود الوصف، لتجیب فقط على سؤالی ماذا وکیف، أی التعریف بالظاهرة ثم ماذا تغیر فیها فقط، ورکزت دراسة کانج. وک. بی. ول. بی (8)(2012) K.Khang E.Ki, and L.Ye على تحلیل مضمون 436 بحثًا نشرت فی الدوریات الرئیسیة الخاصة بوسائل الإعلام الاجتماعیة فی أربعة مجالات هی الإعلان والاتصال والتسویق والعلقات العامة، بهدف کشف اتجاهات البحث فی هذا المجال خلال أربعة عشر عامًا تغطی الفترة من 1997 إلى 2010، وأشارت نتائج هذه الدراسة الى أن 30% من الدراسات استخدمت نظریة، وأن أکثرها استخدامًا مدخل معالجة المعلومات، ومدخل الاستخدامات والإشباعات، ونظریة إدارة العلاقات العامة، ونظریة ترتیب الأولویات، ونظریة انتشار المبتکرات، وأوضحت النتائج أن بحوث الإعلام الاجتماعی رکزت على دراسة استخدامات هذه الوسائل بنسبة 66.3% تلتها دراسة تأثیر وسائل الإعلام الاجتماعی بنسبة 19.7% ثم دراسة الوسائل نفسها بنسبة 12.8% ودراسة تطور أنماط وسائل الإعلام الاجتماعی بنسبة 1.1%، وتوقع الباحثون استمرار بحوث وسائل الإعلام الاجتماعی فی النمو خلال الفترة القادمة لتواکب النمو السریع فی استخدام الجمهور والمؤسسات الإعلامیة التقلیدیة لهذه الوسائل، وتناولت دراسة حنان أحمد سلیم (2013)(9) رصد وتحلیل الاتجاهات الحدیثة فی بحوث ودراسات علاقة الجمهور بالإنترنت والإعلام الجدید خلال الفترة من 2000 إلى 2011، من حیث مجال الاهتمام البحثی، والجوانب المنهجیة المستخدمة، واعتمدت الدراسة على منهج المسح التحلیلی، واستخدمت تحلیل المضمون إلى جانب أسلوب التحلیل الکیفی من المستوى الثانی، وکشفت نتائج الدراسة أن الشبکات الاجتماعیة ومواقع التواصل الاجتماعی جاءت فی الترتیب الأول من بین المجالات البحثیة التی اهتمت بها دراسات وبحوث علاقة الجمهور بالإنترنت والإعلام الجدید، وتوزعت بین دراسة علاقة الجمهور بالفیسبوک، ثم الیوتیوب، ثم التویتر، وفی الترتیب الثانی جاء مجال بحث دراسة استخدامات الجمهور لشبکة الإنترنت والإشباعات المتحققة منها، وفی الترتیب الثالث جاءت الدراسات التی تناولت التأثیرات الإیجابیة والسلبیة لاستخدام الجمهور للإنترنت، ثم جاء مجال الاهتمام بدراسة مصداقیة الإنترنت لدى الجمهور فی الترتیب الرابع، ثم الترتیب الخامس والأخیر جاء فی استخدام العلاقات العامة لشبکة الإنترنت، وأجریت دراسة حلمى محسب (2014)(10) على عینة من البحوث الإعلامیة التی تناولت شبکة الإنترنت، وتوصلت إلى أن أدوات البحث المتصلة بالإنترنت تحتاج إلى تحدید أکثر لوحدات التحلیل یتیح المرونة فی فئات التحلیل، فوحدات التحلیل الخاصة بالإنترنت لا یمکن قصرها فی فئتی ماذا قیل؟ وکیف قیل؟، ذلک إلى من خلال الدراسات التقویمیة التی لا تکتفی بطرح السلبیات والإیجابیات ولکنها تضع الرؤى البدیلة لمعالجة أوجه القصور، وتناولت دراسة حسنی نصر (2015)(11) اتجاهات البحث والتنظیر فی وسائل الإعلام الجدیدة کدراسة تحلیلیة للإنتاج العلمی المنشور بالدوریات العلمیة المحکمة، وتقدم الدراسة تحلیلًا نقدیًا للتطورات والمفاهیم النظریة المهمة فی حقل وسائل الإعلام الجدیدة، وتستعرض جهود الباحثین فی الاتصال والعلوم الأخرى ذات الصلة الخاصة بتطبیق نظریات الاتصال الراهنة على وسائل الإعلام الجدیدة، والاتجاهات النظریة والبحثیة التی تناولت العناصر الاتصالیة المختلفة فی الوسائل الجدیدة، وتعتمد الدراسة على التحلیل الکیفی وتحلیل المستوی الثانی لعینة متاحة من الإنتاج العلمی المنشور فی دوریات علمیة محکمة ویتعلق بوسائل الإعلام الجدیدة وشبکات التواصل الاجتماعی، وهو ما یساعد فی توصیف واقع اتجاهات البحث والتنظیر فی هذا المجال، ویمهد الطریق أمام الباحثین لوضع خریطة أولیة لأجندة الاهتمامات البحثیة المستقبلیة فی هذا المجال، وتوصلت الدراسة إلى ان هناک خمسة مفاهیم نظریة رئیسیة اتفق علیها الباحثون تعد المفاهیم الحاکمة فی مجال وسائل الإعلام الجدیدة، وهی الفضاء الإلکترونی، والمجتمع الافتراضی، والتفاعلیة، والنص الفائق، والوسائط المتعددة، کما سلک الباحثون طریقین لتطبیق نظریات الاتصال فی دراستهم، تمثل الأول فی تطبیق النظریات القائمة على وسائل الإعلام الجدیدة، بینما تمثل الثانی فی البحث عن نظریات جدیدة تناسب بنیة وسمات الوسائل الجدیدة، وخلصت الدراسة إلى تحدید مجالات بحثیة یمکن أن یتولد عنها توجهات تنظیریة مهمة فی المستقبل، هی مصداقیة وسائل الإعلام الجدیدة وإدمان الإنترنت، ووسائل الإعلام الجدیدة والاکتئاب، ورکزت دراسة ثریا البدوی (2015)(12) على تحلیل المعالجة التنظیریة والمنهجیة لمشارکة المستخدم فی المجال العام الرقمی کرؤیة تحلیلیة نقدیة للاتجاهات العلمیة الحدیثة، واستهدف التحلیل الوقوف على آخر التطورات العلمیة، والجوانب القیمة والمهمة فی الدراسات المرتبطة بمجال الإعلام الجدید، والتعرف على الإیجابیات وتدعیمها، وتلافی أوجه القصور، وتم تطبیق هذه الدراسة على عینة من بحوث ومؤلفات الإعلام الجدید العربیة والأجنبیة، بدء من عام 2000م إلى 2014 وتضمنت العینة 144 بحثًا ومؤلفًا، ودعمت نتائج الدراسة القول بانطلاق دراسات عربیة وأجنبیة عدیدة حول الإعلام الجدید والإنترنت، من نفس الأساس الذی انطلقت منه دراسات وسائل الإعلام التقلیدیة، وفی إطار الرؤیة التنظیریة، أِشارت الدراسة إلى تفوق الدراسات الأجنبیة على العربیة فی ابتکار بعض المداخل الفکریة المرتبطة بسیاق الإعلام الجدید، کما أظهرت اختلاف مستویات الرؤیة المتکونة عن المستخدمین فی التراث الغربی عن العربی، وأوصت الدراسة بأهمیة تضمین مفهوم المستخدم فی أجندة بحوث الإعلام الجدید العربیة وتبنی التوجه البینی فی الدراسات العربیة التی تجمع باحثین من تخصصات مختلفة وکسر التبعیة للنماذج الغربیة، ومحاولة تطویر نظریات ملائمة لطبیعة البیئة العربیة وتوظیف الأدوات المنهجیة التی تتناسب مع طبیعة المجال الرقمی لتمثیل الظواهر المرتبطة بالإعلام الجدید لدى المستخدمین الافتراضیین المتواجدین فعلیًا على شبکة الإنترنت، وربطها بسیاقتها الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة، وسلطت دراسة مها عبد المجید (2015)(13) الضوء على الإشکالیات المنهجیة فی دراسة تطبیقات الإعلام الاجتماعی – رؤیة تحلیلیة، حیث أشارت إلى وجود عدة أوجه قصور فی توظیف الأسالیب المنهجیة المختلفة والمتبعة فی الدراسات الإعلامیة، عند دراسة موضوعات وظواهر مختلفة فی مجال الإعلام الاجتماعی، کما أن حداثة هذا المجال البحثی تفتح الباب أمام العدید من الإِشکالیات على المستوى المنهجی والإجرائی، وکذلک على مستوى النظریات المفسرة، مما یعلى من الحاجة إلى الجهود الاستکشافیة للباحثین لرصد هذه الإشکالیات، ومناقشتها، والتفکیر فی أنسب الطرق الممکنة للتعامل معها، حتى یمکن تطویر الأسالیب البحثیة المتبعة على النحو الذی یرفع کفاءة وفاعلیة البحث العلمی فی مجال الإعلام الاجتماعی، وأکدت الدراسة على ضرورة تبنی فکرة النموذج المنهجی المزدوج القائمة على دراسة الأسلوبین الکمی والکیفی بالتوازی والاعتماد على التکامل بینهما عند دراسة موضوعات الإعلام الاجتماعی، وقدمت دراسة فاطمة باخوش وإیمان سوقال (2017)(14) تصورًا نقدیًا حول التغیرات التی مست مجال الإعلام والاتصال فی مجتمعاتنا العربیة بهدف العمل من أجل أن یکون الإعلام والاتصال المجال الاستراتیجی الذی یتم الانطلاق منه للتفکیر فی المجتمع العربی، وهی دراسة تمثل نقطة تقاطع ثلاثی تخصصات تشمل السوسیولوجیا التقنیة، سوسیولوجیا الاتصال، وسوسیولوجیا نمط الحیاة، کمحاولة من خلالها یمکن إحداث تجاوز للاتجاهات المهیمنة فی البحوث العربیة، وتحلیل ومقارنة سوسیولوجیا الاستخدام لتحریر الباحثین من الهوس بالتقنیة ودفعهم إلى البحث فی الظواهر بالاعتماد على شبکة من المفاهیم النظریة القادرة على تحلیل الأشکال الإمبریقیة والاجتماعیة للتقنیة فی علاقتها بعناصر التواصل داخل المجتمع، وخلصت الدراسة من خلال ما تم تناوله فی ظل التوجهات الجدیدة فی بحوث علوم الإعلام والاتصال أن حضور تکنولوجیا الإعلام والاتصال فی الواقع الیومی للمستخدمین، قد أحدث تفاعلًا کبیرًا بین الوسیلة والمستخدم فی إطار سیاق اجتماعی ثقافی مشکل بناء اجتماعی للاستخدامات فی ظل الانشغالات البحثیة الجدیدة، وقدم هذا المقترب من جانب وصفی لعرض خلاصة هذا التوجه الذی رافق استخدامات التکنولوجیا للوسائل الاتصإلیه والذی یحتاج لمزید من البحث والتمحیص فی تفاصیل سوسیولوجیا الاستخدام، وقد تناولت دراسة مؤمن جبر (2018)(15) واقع دراسات الإعلام وثقافة الأطفال من 2009 إلى 2018 – دراسة تحلیلیة نقدیة وقد هدفت إلى کشف واقع الاتجاهات البحثیة والنظریة فی دراسات الإعلام وثقافة الأطفال خلال السنوات العشر الأخیرة من خلال تحلیل واقع هذه الدراسات العلمیة (الماجستیر والدکتوراه) والتی أجیزت من قسم الإعلام وثقافة الأطفال فی کلیة الدراسات العلیا للطفولة خلال فترة البحث، تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفیة وقد اعتمدت على منهج المسح التحلیلی بمستواه الکیفی والکمی، وقد اعتمدت الدراسة على استمارة تحلیل المضمون إضافة إلى التحلیل الکیفی باستخدام التحلیل من المستوى الثانی، وقد أشارت النتائج إلى التزاید المضطرد فی رسائل الإعلام وثقافة الأطفال خلال الفترة محل الدراسة ما یعکس الاهتمام البحثی لخوض هذا التخصص، وقد وجد الباحث زیادة فی الدراسات التی اهتمت بالتخصص العام على حساب زوى الاحتیاجات الخاصة، وقد وجدت الدراسة اهتمام کبیر من قبل الباحثین باستخدام على أدوار وتأثیرات وسائل الإعلام التقلیدیة ثم تلک التی رکزت على وسائل الإعلام الجدیدة، وأِشارت النتائج إلى زیادة عدد الدراسات الوصفیة على حساب الدراسات التجریبیة والشبة تجریبیة ودراسات الحالة، مع ضعف الاهتمام بالدراسات الاستطلاعیة أو الاستکشافیة.
التعلیق على الدراسات السابقة:
لاحظت الباحثة مجموعة من المؤشرات المتعلقة ببحوث تحلیل المستوى الثانی تتلخص فی النقاط الآتیة:
خامسًا: الإعلام التربوی: مفهومة وأهدافه:-
لعله لا یوجد نشاط مدرسی له تاریخ أطول من میدان الإعلام التربوی، فالإعلام التربوی مجال خصب یجذب إلیه نخبة متمیزة من التلامیذ فی المدرسة، أولئک التلامیذ الذین یتمتعون بحس إعلامی وموهبة صحفیة وإذاعیة کامنة، أو أولئک الذین یمتلکون قدرات لغویة أو فنیة خاصة تحتاج الظهور إلى حیز الوجود، مما یُتیح أمام المعلمین فی المدرسة والإدارات المدرسیة فرصًا ملائمة من خلال هذا النشاط الإعلامی لتبنی تلک الفکرة وتلک المواهب(16).
1- تعریف الإعلام التربوی:
الإعلام التربوی هو مصطلح جدید نسبیا"، ظهر فی أواخر السبعینات عندما استخدمته المنظمة الدولیة للتربیة والثقافة والعلوم (الیونسکو) للدلالة على التطور الذی طرأ على نظم المعلومات التربویة، وأسالیب توثیقها: وتصنیفها، والإفادة منها، ومن خلال البحث نجد أن هناک خلاف قائم على ماهیة الإعلام التربوی کأحد الرکائز الإعلامیة حیث انقسم الباحثون فی هذا المجال إلى أربعة اتجاهات رئیسیة، وهی(17):
الاتجاه الأول: ویعنی بالإعلام التربوی " التطور الذی طرأ على نظم المعلومات التربویة، وأسالیب توثیقها: وتصنیفها، والإفادة منها "، ویؤخذ على هذا التعریف أنه یحمل دلالة هی أقرب ما تکون لمفهوم نظم المعلومات التربویة، ولیس لمفهوم الإعلام التربوی.
أما الاتجاه الثانی فجعل مفهوم الإعلام التربوی یمتد لیشمل " الواجبات التربویة لوسائل الإعلام العامة ".
وما قدمه أصحاب هذا الاتجاه، لا یعدو کونه رأیًا، ولیس تعریفًا للإعلام التربوی، کونه منقوصًا، ویتصف بالعمومیة، کما یُثیر مشکلتین أساسیتین، تتمثل الأولى فی تحدید المعاییر التی یمکن الاستناد إلیها فی إصدار الأحکام على محتوى وسائل الإعلام العامة، فی حین تتمثل المشکلة فی أسس الالتزام التربوی والأخلاقی لوسائل الإعلام.
الاتجاه الثالث: ویعرف الإعلام التربوی بأنه " المحاولة الجادة للإفادة من تقنیات الاتصال وعلومه من أجل تحقیق أهداف التربیة من غیر تفریط فی جدیة التربیة وأصالتها، أو إفراط فی سیطرة فنون الاتصال وإثارته علیها.
الاتجاه الرابع: یقدم تعریفا تبناه معهد الإنماء العربی ویرى أن الإعلام التربوی: " یقوم على البرامج التربویة فی الإذاعة والتلیفزیون، وعلى المجلات والنشرات التربویة، والمحاضرات والندوات".
ومع أن هذا التعریف یحدد عددًا من وسائل الإعلام التربوی، غیر أنه لا یوضح ماهیة البرامج التربویة، وطبیعة محتواها، فهل المقصود هو البرامج التعلیمیة، کالدروس المنهجیة المساندة لطلبة المدارس، وبرامج تدریب المدرسین أثناء الخدمة؟ أم البرامج التربویة بحسب المفهوم الشامل للتربیة المستدامة؟(18).
ویتضح مما سبق انه لا یوجد اجماع بین الباحثین على تعریف محدد للإعلام التربوی، وقد عرفه البعض على انه عملیة توظیف وسائل الاتصال بطریقة مثلى من اجل تحقیق الأهداف التربویة المرسومة فی السیاسة التعلیمیة والسیاسة الإعلامیة للدولة ".(19)
ویمکن اعتبار أن التربیة والإعلام التربوی یمثلان عناصر ثقافیة داخل فضاء المدرسة، وخارجها فی أروقة المجتمع الذی توجد فیه المدرسة، فالثقافة التربویة والإعلامیة هی مضامین معرفیة یتلقاها الفرد وکذلک المجتمع، وکلا هذین المفهومین یشکلان المعتقدات والتطورات والقیم التی تؤثر فی تکوین الأشخاص وأنماط عیشهم.(20)
اصطلاحًا: "هو عملیة نقل المعلومات والمشاهد النقیة من مکان أو زمان لآخر لتحقیق الأهداف التربویة عن طریق الکلمة المکتوبة أو المسموعة أو المرئیة أو التحلیلیة أو المجسمة بصفة دوریة " (21) وقد تناولته بعض من المؤلفات بمفهوم الإعلام المدرسی.
ویرى محمد معوض الإعلام التربوی کمصطلح بأنه " تزوید تلامیذ المدارس بالحقائق والمعلومات، والأنباء التی یحتاجونها فی مرحلة تکوینهم، وتنشئتهم، وتعاونهم على التکیف مع المجتمع الذی یعیشون فیه، وفهمه ومواجهة المشکلات التی قد یعانون منها"(22).
ویعرفه سمیر محمود: " إن الإعلام التربوی یعنی بکل ما یتعلق بالنواحی التربویة من إعداد وترتیب وتطویر فی المناهج والمقررات مع توظیف وسائل الإعلام وأجهزته المختلفة مباشرة أو غیر مباشرة لتحقیق الأهداف التربویة المختلفة "(23).
بینما أکد عبد الله أحمد الذیفانی " إن التعریف الذی یمکن أن یکون أقرب التعریفات إلى الشمول الذی نتوخاه هو( أن الإعلام التربوی مجموعة من الجهود المنظمة التی تقوم بها مؤسسات أو هیئات أو قطاعات معینة فی شکل برامج إذاعیة أو صحیفة أو ندوات أو مناظرات أو مؤتمرات أو نشرات أو محاضرات، بغرض إحداث تأثیر فی الرأی العام لدى الجماهیر داخل المجتمع المدرسی ونشر الوعی لدیهم، وفهم الواقع السیاسی والاقتصادی والاجتماعی على المستویین المحلی والعالمی )(24).
أما محمود حسن اسماعیل، فقد عرّف الإعلام التربوی بأنه: " کل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامیة ملتزمة، تسعى للقیام بوظائف التربیة فی المجتمع، من نقل للتراث الثقافی، وغرس مشاعر الانتماء للوطن، بحیث تتمکن مختلف فئات المجتمع من إدراک المفاهیم، واکتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمیة الاتجاهات، وتعدیل السلوک".(25)
وفی ضوء التعریفات التی أوردها طارق محمد الصعیدی فی رسالته، رأى أن الإعلام التربوی "هو مجموعة الخبرات والمهارات والجهود المنظمة فی الحقل التعلیمی، والتی یتلقاها ویقوم بها التلامیذ من معرفة وإعداد وتلقی رسائل إعلامیة متنوعة، عبر الصحافة المدرسیة أو الإذاعة المدرسیة أو المناظرات أو غیرها، وذلک من خلال أخصائی الإعلام التربوی المعد إعلامیًا وتربویًا لإعداد جیل واع إعلامیًا ".(26)
واستخلصت الباحثة مما سبق أن الإعلام التربوی من أهم الأدوات التی تُستخدم لبناء أجیال مثقفة واعیة، متفاعلة، ویأتی ذلک من خلال التوجیهات الأسریة، وتوجیهات الإعلام التربوی الذی یبث عن طریق وسائل الإعلام المختلفة عامة، وعن طریق الإعلام التربوی المدرسی خاصة، وذلک من خلال أنشطة الإعلام التربوی المختلفة التی توجد داخل المجتمع المدرسی.
2- أهداف الإعلام التربوی ومهامه:
"تهدف أنشطة الإعلام التربوی إلى القضاء على سلبیة الطالب وتحویله من عنصر سلبی إلى عنصر إیجابی، یتمیز بفکر یسهم بشکل واضح فی حل مشکلات المجتمع المدرسی، والصحافة المدرسیة فی هذا الإطار تعمل على توحید الفکر الطلابی تجاه المشکلات والقضایا التعلیمیة المدرسیة، على أن یکون هذا الرأی واعیًا بالعملیة التعلیمیة"(27)
یحقق الإعلام التربوی المدرسی عدة أهداف تربویة تتمثل فی عدة أمور نناقش منها: زیادة فاعلیة العمل التربوی المدرسی، ومواجهة التحدیات الحضاریة، والارتقاء بالحیاة الطلابیة المدرسیة. وفیما یلی نبذة مختصرة عن تلک الأهداف التی یأتی فی مقدمتها.(28)
یقوم الإعلام التربوی المدرسی بدور کبیر فی تطویر وزیادة فاعلیة العمل التربوی المدرسی من خلال الممارسات الآتیة:
أ_ الإسهام فی توفیر الصلة بین المدرسة والحیاة.
ب _ مساعدة الطلبة على تفهم وجهات النظر والرؤى العالمیة المختلفة.
ج_ تعزیز مفاهیم قواعد حریة الحوار واحترام الرأی والرأی الآخر عند الطلبة.
د_ الإسهام فی معالجة مشکلات الطلاب المعقدة کالفقر والمخدرات والتشرد والجوع
والعصابات والبطالة.
یُعالج الإعلام التربوی المدرسی عددًا کبیرًا من المیادین والمجالات ذات الصلة بمعیشة الطالب المدرسیة والحیاتیة ومن أهمها:
1 ـ مساعدة المدرسة لتکوین بیئة تعلیمیة حقیقیة، یکون التفاهم، والصراحة، والحواریة أبرز آلیاتها ومنهجیاتها.
2 ـ تعزیز مکانة المدرسة الاعتباریة من حیث کونها مؤسسة لإکساب الطلبة القیم
3. یُساعد الإعلام التربوی المدراس والطلبة على تخطی الحدود الضیقة وتجاوزها إلى حدوث أرحب وأکثر اتساعًا وشمولیة.
3- الإعلام التربوی ومواجهة التحدیات الحضاریة:
أ ـ تعزیز الهویة المصریة الاجتماعیة وتعزیز روح الانتماء للوطن.
ب ـ مواجهة التوترات بین المحلیة والعالمیة.
ج ـ مواجهة تحدی التواصل الثقافی.
د ــ مواجهة التوترات بین المحلیة والعالمیة.
ه ـ مواجهة التوتر بین التقالید.
4- المشکلات التی تواجه الإعلام التربوی:
إن من أهم المشکلات التی تواجه الإعلام التربوی بمصر کالآتی:
أولًا: مشکلات نأمل علاجها خاصة بمصطلح الإعلام التربوی:
ومنها:
1ـ مشکلة غموض وتداخل معانی بعض المصطلحات الحدیثة فی مجال الإعلام التربوی ویدل على أن هذه المشکلة قائمة ما یلی:
1/1 اشتراک معظم الدراسات السابقة والمقالات التربویة المنشورة فی التنبیه إلى أن هناک علاقة بین التعلیم والإعلام دون الإشارة على طبیعة هذه العلاقة.
1/2 عدم وجود کتابات منهجیة أو دراسیة مستقلة تستهدف خوض العلاقة بما یحدد جوانبها المختلفة.
1/3 تضارب ترجمة بعض الألفاظ ووضع أحدها مکان الآخر.
ثانیًا: مشکلات نأمل علاجها خاصة بالتخطیط للإعلام التربوی:ـ
یحتاج التخطیط للإعلام التربویإلى الکفاءة، کما یتطلب التخطیط للإعلام التربوی إلى الدیمقراطیة: حیث أنه لابد من توافر درجة من الدیمقراطیة والمشارکة الشعبیة المستنیرة.(30)
5. دور أخصائی الإعلام التربوی فی المدارس:
" یعتبر أخصائی الإعلام التربوی هو الدعامة الأساسیة لنشر الإعلام التربوی داخل المدرسة، ومما یزید من أهمیة الدور الذی یقوم به أخصائی الإعلام التربوی انه یتعامل _ غالبًا _ مع صغار السن وهو اول ما یخط فی عقولهم حرفًا ویغرس فی عقولهم معانً وقیمًا واخلاقیات ویزودهم بمعارف، لذا یجب أن نولیه جل اهتمامنا أفراد ومؤسسات وحکومات.(31)
وعلى المستوى المهنی والواقع فی المؤسسات التعلیمیة نجد أن هناک تقزیمًا لدور أخصائی الإعلام التربوی وحصره فی تشکیل الجماعات " الصحافة _ الإذاعة _ المناظرة _ البرلمان المدرسی "، ومساعدة أعضاء کل جماعة، ووضع خطة برنامج زمنی یعمل على تنفیذها وتقویمها، کما یقوم بتوزیع المسؤولیات على أعضاء کل جماعة کلٌ حسب موهبته وقدرته.(32)
سادسًا: تساؤلات الدراسة:
تسعی الدراسة الحالیة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتیة:-
1) ما واقع دراسات الإعلام التربوی فی الجامعات المصریة عینة الدراسة فی الفترة من 2010 الى2018؟
2) ما الأطر المنهجیة التی اتبعتها دراسات الإعلام التربوی فی الجامعات عینة الدراسة خلال هذه الفترة؟
3) ما أهم المداخل النظریة التی تبنتها دراسات الإعلام التربوی محل التحلیل؟
4) ما أبرز نقاط القوة والضعف فی دراسات الإعلام التربوی خلال فترة التحلیل؟
5) ما ملامح الرؤیة المستقبلیة لدراسات الإعلام التربوی؟
سابعًا: نوع الدراسة ومنهجها:
تنتمی هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفیة التی تستهدف التعرف على أوصاف دقیقة لظاهرة أو مجموعة من الظواهر التی تقوم الباحثة بدراستها من حیث ماهیتها وطبیعتها ووضعها الحالی والعلاقة بینها وبین العوامل المختلفة المؤثرة فیها وذلک بهدف الحصول على معلومات کافیة ودقیقة عنها.
وتعتمد هذه الدراسة على منهج المسح التحلیل بمستواه الکمی والکیفی باستخدام التحلیل من المستوى الثانی، لبعض ما أنتج ونشر من دراسات متخصصة فی الإعلام التربوی فی الجامعات المصریة عینة الدراسة، ویهدف التحلیل إلى الوقوف على أخر التطورات العلمیة، والجوانب المنهجیة والتنظیریة فی الدراسات المرتبطة بها، والتعرف على الإیجابیات وتدعیمها، وتلافی أوجه القصور، سعیًا لإثراء التراث العلمی وبلورة رؤیة مستقبلیة للاتجاهات الحدیثة فی هذا المجال.
ثامنًا: مجتمع الدراسة وعینتها:
یتمثل مجتمع الدراسة فی جمیع الدراسات العلمیة ماجستیر ودکتوراه ومجموعة الأبحاث العلمیة المنشورة والتی أجیزت من کلیات التربیة النوعیة وأقسام الإعلام المختلفة فی الجامعات المصریة، إلا أن الباحثة سوف تقتصر على بعض البحوث الدراسات التی أجیزت فی الجامعات عینة الدراسة والمتمثلة فی (جامعة عین شمس، جامعة القاهرة، جامعة المنوفیة، جامعة بنها، جامعة طنطا، جامعة المنصورة)، وقد لجأت الباحثة إلى أسلوب الحصر للرسائل العلمیة المتعلقة بموضوع الإعلام التربوی فی الجامعات المذکورة وقد تم تحلیل عینة من الدراسات والبحوث الواردة بها وکان قوامها 74 دراسة نشرت فی الفترة من 2010م إلى 2018م، والتی اهتمت بموضوع الإعلام التربوی.
تاسعًا: أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة على استمارة تحلیل المضمون کأداة أساسیة لجمع البیانات وقد تم عرض هذه الاستمارة على عدد من أساتذة الإعلام ومناهج البحث للتأکد من دقتها ووفائها بأهداف البحث، إضافة إلى استخدام التحلیل الکیفی لمقارنة ونقد الأطر المنهجیة والنظریة ومقارنة نتائج الدراسات موضوع الدراسة.
عاشرًا: نتائج الدراسة:
جدول رقم (1)
توصیف عینة الدراسة
العینة |
نوع العینة |
||
بحوث عربیة منشورة |
دراسات غیر منشورة |
||
رسائل ماجستیر |
رسائل دکتوراه |
||
عدد الدراسات والبحوث |
17 |
45 |
12 |
النسبة |
23% |
60.8% |
16.2% |
وکما هو موضح بالجدول فإن عینة الدراسة تکونت من 74 دراسة علیمة (ماجستیر ودکتوراه)، وأبحاث عربیة منشورة فی المجلات العلمیة والمؤتمرات التی تقیمها الجامعات عینة الدراسة، کانت 17 بحث منشور فی مجلات علمیة ومؤتمرات علمیة، و57 رسالة ما بین ماجستیر ودکتوراه قد أجیزت من الجامعات عینة الدراسة، وکما هو ملاحظ فإن هذه العینة تعد قلیلة إذا ما قورنت بأهمیة المضوع وبهذا فیمکن أن تکون هذه الدراسة مرشدًا لضرورة الاهتمام بهذا المجال الهام.
شکل رقم ( 1 )
یمکن عرض نتائج الدراسة وفق المحاور الخمسة الآتیة:-
أ- المحور الأول: رصد واقع حالة البحث فی مجال الإعلام التربوی:
1- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت خلال فترة الدراسة:-
جدول رقم (2)
توزیع رسائل وبحوث الإعلام التربوی المنشورة وغیر المنشورة التی أجیزت خلال
الفترة الزمنیة محل الدراسة
البحوث والدراسات العلمیة الفترة الزمنیة |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
الترتیب |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
||
2010 |
1 |
6% |
7 |
12.3% |
8 |
10.8% |
3 |
2011 |
1 |
6% |
7 |
12.3% |
8 |
10.8% |
3 |
2012 |
1 |
6% |
9 |
15.8% |
10 |
13.5% |
2 |
2013 |
3 |
17.7% |
7 |
12.3% |
10 |
13.5% |
2 |
2014 |
2 |
11.8% |
3 |
5.3% |
5 |
6.8% |
4 |
2015 |
8 |
47.1% |
11 |
19.3% |
19 |
25.7% |
1 |
2016 |
1 |
6% |
7 |
12.3% |
8 |
10.8% |
3 |
2017 |
- |
- |
3 |
5.3% |
3 |
4.1% |
5 |
2018 |
- |
- |
3 |
5.3% |
3 |
4.1% |
5 |
الإجمالی |
17 |
100% |
57 |
100% |
74 |
100% |
100% |
شکل رقم (2)
تظهر بیانات الجدول والشکل السابقان توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی ودورة فی العملیة التعلیمیة والتی نشرت أو أجیزت خلال الفترة الزمنیة محل الدراسة، حیث جاء عام 2015 فی الترتیب الأول بنسبة 25.7% من أجمال الدراسات والبحوث التی تناولت دور الإعلام التربوی فی العملیة التعلیمیة، بینما جاء کل من عام 2013، عام 2012 فی الترتیب الثانی وبنفس النسبة 13.5%، بینما جاء أعوام 2010، 2011، 2016، فی الترتیب الثالث بنسبة 10.8%، ثم عام 2014 بنسبة 5%، وجاء فی نهایة الترتیب کلًا من عامی 2017، 2018 بنسبة 4.3% من إجمالی العینة.
ومن بین الدراسات التی تم نشرها خلال عام 2010 کانت دراسة هدى سعد عبد العلیم (2010)(34)، بعنوان العلاقة بین تعرض طلاب المرحلة الإعدادیة للمسرح المدرسی واکتسابهم لبعض المفاهیم الصحیة، والتی هدفت أساسًا لمعرفة العلاقة بین تعرض طلاب المرحلة الإعدادیة للمسرح المدرسی واکتسابهم لبعض المفاهیم الصحیة، کما کانت من أهم البحوث المنشورة بحث ولید عبد الفتاح (2010)(35)، وکان بعنوان محتوى الصحافة الإلکترونیة المصریة والعربیة لتلامیذ المرحلة الإعدادیة – دراسة فی تحلیل المضمون والتی هدفت إلى التعرف على اشکال المواد الصحفیة وأنواع الصور والرسوم الموجودة بالصحف الإلکترونیة المصریة والعربیة.
وهناک بعض الدراسات العربیة التی تم نشرها خلال عام 2011، کان من أهمها، دراسة أحمد محمد الشاهد (2011)(36)، وکانت بعنوان تطویر المسرح المدرسی فی ضوء معاییر الجودة والاعتماد – دراسة تطبیقیة، وکان الهدف منها التعرف على واقع المسرح المدرسی ووضع الممارسات التی تساعد على تطویره فی ضوء معاییر الجودة والاعتماد، دراسة نهى عبد الهادی أحمد (2011)(37)، بعنوان دور المسرح المدرسی فی تلبیة بعض الاحتیاجات الاجتماعیة لدى المراهقین من سن 15:17 سنة، وکان هدفها الأساسی التعرف على دور المسرح المدرسی فی تلبیة الاحتیاجات الاجتماعیة للمراهقین.
تشیر البیانات السابقة من جانب آخر إلى التزاید المضطرد فی الدراسات خلال عامی 2012 إلى 2013، وکان من بین هذه الدراسات دراسة أمیرة حسن سالم ( 2012م)(38) التی رکزت على الدور الذی تقوم به الإذاعة المدرسیة فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى طلاب المرحلة الثانویة العامة، دراسة عبد المجید عید بن صالح السنانی (2012م)(39)بعنوان الإعلام التربوی ودوره فی العملیة التربویة، دراسة مروة محمد عوف (2012)(40)، بعنوان مستوى أداء أخصائی الإعلام التربوی فی تنفیذ مشاریع الصحف الإلکترونیة المدرسیة،، دراسة شرین حمدینو سالم محمد(2012م)(41)بعنوان دور الإعلام التربوی فی إکساب مهارات الاتصال للتلامیذ ذوی صعوبات التعلیم، دراسة منى علیوه عامر (2013م)(42)والتی تناولت فاعلیة برنامج باستخدام الوسائط المتعددة فی تنمیة بعض مهارات الاتصال لدى مرحلة الطفولة المتأخرة، دراسة عبد الله عبد الله محمد الوزان ( 2013م)(43) التی استهدفت التعرف على دور الصحافة المدرسیة فی إمداد التلامیذ بالمعلومات المختلفة.
وقد لوحظ الهبوط فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال سنة 2014م، کانت حوالة 5 دراسات علمیة کان منها دراسة دعاء محمد الحبشی (2014م)(44)إلى محاولة وضع تصور مقترح یمکن من خلاله تفعیل نشاط الإعلام التربوی فی ضوء متطلبات ثورة الاتصالات والمعلومات، ثم الصعود مرة أخرى من خلال عامی 2015 إلى 2016، کان أهمها دراسة سهیر سیف الدین عبده سیف الدین، (2016م)(45)دور الذی تقوم به الصحافة المدرسیة الالکترونیة فی تنمیة الوعی المعلوماتی لدى تلامیذ المرحلتین الإعدادیة والثانویة فی المدارس المصریة من خلال ممارستهم لأنشطة الصحافة المدرسیة وفنونها، دراسة حسن محمد علی خلیل (2016م )(46) إلى تحدید قائمة بدور الإعلام التربوی الحالی والمأمول ومعوقاته فی تحقیق الأمن الفکری لطلاب المرحلة الثانویة، ثم الهبوط مرة أخرى خلال علامی 2017، 2018م.
2- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت خلال فترة الدراسة وفقًا لنوع الوسیلة الإعلامیة:
جدول رقم (3)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی وفقًا لنوع الوسیلة الإعلامیة
البحوث والدراسات العلمیة
الوسیلة الإعلامیة |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
|
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
||
الصحافة المدرسیة الورقیة والإلکترونیة |
8 |
47.1% |
18 |
31.8% |
26 |
35% |
|
الإذاعة المدرسیة |
2 |
11.8% |
5 |
8.7% |
7 |
9.5% |
|
المسرح المدرسی |
1 |
6% |
6 |
10.5% |
7 |
9.5% |
|
أنشطة الإعلام التربوی ککل |
6 |
35.3% |
28 |
49% |
34 |
46% |
|
إجمالی الرسائل والدراسات |
17 |
100% |
57 |
100% |
74 |
100% |
|
شکل رقم ( 3 )
یوضح الجدول والشکل السابقین توزیع البحوث والدراسات الخاصة باستخدامات الإعلام التربوی وتأثیراته فی العملیة التربویة والبیئة المدرسیة تبعًا لنوع الوسیلة التی تم الترکیز علیها، فهناک بعض الدراسات التی اهتمت بدور الصحافة المدرسیة سواء الورقیة أو الإلکترونیة وأسالیب الکتابة بها، بینما رکز جزء آخر بتأثیرات الإذاعة المدرسیة وفنونها المختلفة على العملیة التعلمیة وعلى تحسین مهارات الطلاب الاجتماعیة والمهاریة واللغویة وغیرها، ورکز جزء لیس قلیل بدراسة المسرح المدرسی کأحد أنشطة الإعلام التربوی وبیان دورة فی العملیة التعلیمیة ومحاولة فهم طبیعة استخدامه فی إکساب المهارات الإعلامیة والحیاتیة للطلاب، کما تناولت تلک الدراسات سبل تطویره والنهوض به، والبعض الآخر رکز على مصطلح الإعلام المدرسی ککل أو الإعلام التربوی بحیث شمل کل أنشطة الإعلام من صحافة ومسرح وإذاعة، وبالنظر إلى بیانات الجدول الآتی نجد أن الدراسات والبحوث الإعلامیة التی شملت عینة البحث جاء فی مقدمة اهتمامها بالإعلام التربوی أو النشاط المدرسی ککل وکان بنسبة تجاوزت 46% من حجم عینة البحث، وقد رکزت تلک الدراسات والبحوث سواء المنشورة أو غیر المنشورة على تأثیرات وسائل الإعلام التربوی فی البیئة المدرسیة وکیف یقوم هذا المجال الهام بالتأثیر فی حیاه طلاب المدارس، ومنها ما تناولته دراسة فاطمة مبروک سعود (2014)(47)، بعنوان دور الإعلام التربوی فی المدارس فی تنمیة القدرات الإبداعیة للطلاب ونشر ثقافة الإبداع، والتی أکدت من خلاله على أهمیة الدور الذی تؤدیه أنشطة الإعلام التربوی فی إکساب الطلاب مهارات التفکیر الإبداعی، وقد جاءت دراسة مروة محمد أحمد عوف (2016م)(48) کأحد البحوث التی أجریت فی هذا المجال وقد تناولت الأنشطة المدرسیة وسبل تطویرها باستخدام وسائل الإعلام التربوی، وهدفت إلى التعرف على واقع الأنشطة المدرسیة وسبل تطویرها باستخدام وسائل الإعلام التربوی، من خلال التوصل إلى الواقع الفعلی للأنشطة المدرسیة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها جاء فی الترتیب الأول أن الأنشطة تسهم فی إعداد الشخصیة المتکاملة للطالب، وذلک بنسبة 96.7%، وبالنسبة نفسها والترتیب جاء کل من "الأنشطة الإعلامیة جزء لا یتجزأ من العملیة التعلیمیة"، أیضًا اهتمت دراسة محمد أحمد صقر (2016م)(49) بدور الإعلام التربوی فی تزوید التلامیذ بالمهارات اللازمة للتعامل الفعال مع المجتمع، مما یسهم فی تنمیتهم وتطویرهم، وکان من أهم نتائجها ضرورة اهتمام النظم التعلیمیة بتنمیة تلک المهارات فی مختلف المواد الدراسیة، مع التأکید على ضرورة اکتساب التلامیذ وممارستهم لتلک المهارات بشکل علمی والتمکن منها لتحقیق أرکان التعلم، بینما تناولت دراسة صباح إمام أحمد علی (2018)(50)"العلاقة التی تربط بین ممارسة طلاب المرحلة الإعدادیة لأنشطة الإعلام التربوی ومدى قدرتها على تنمیة العمل الإعلامی لدیهم"، وباستخدام استمارة استقصاء توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المبحوثین على مقیاس اکتساب القدرات الإعلامیة الناتجة عن ممارسة الأنشطة الإعلامیة طبقًا لاختلاف الإدارات التعلیمیة.
وجاء فی المرتبة الثانیة الدراسات والبحوث التی تناولت استخدامات الصحافة المدرسیة وفنونها المختلفة وتأثیراتها على العملیة التعلیمیة وقامت بالترکیز على تلک الوسیلة دون غیرها من وسائل الإعلام التربوی بنسبة 35% من إجمالی العینة، جدیر بالذکر أن الصحافة المدرسیة لها کثیر من الفنون التی یمارسها الطلاب داخل البیئة المدرسیة مثل الصحف الحائطیة والمجلات المصورة، ومجلات الربع ساعة، والمجلة الطائرة، وکذلک المجلات المتخصصة التی تهتم بالمناسبات والموضوعات المهمة داخل المجتمع المدرسی، وعلى قدر تنوع الفنون الصحفیة المدرسیة على قدر ما قد تشکله الصحافة من تأثیر فی قدرات ومهارات الطلاب الممارسین لها، وقد دلت نتائج البحوث والدراسات التی تناولت الصحافة کأحد أهم الوسائل الإعلامیة على أنها من أکثر الوسائل تأثیرًا فی الطلاب، ونأخذ مثلا على ذلک ما توصلت إلیه دراسة سهام محمد صلاح الدین (2011)(51) بعنوان دور الصحافة المدرسیة فی إکساب تلامیذ المرحلة الإعدادیة المعلومات السیاسیة، وقد کانت تهدف إلى التعرف على الدور الذی تقوم به الصحافة المدرسیة فی إکساب الطلاب فی المرحلة الإعدادیة المعلومات السیاسیة ومن خلال الدراسة المیدانیة والتحلیلیة التی قامت بها توصلت إلى الإشارة إلى أهمیة الصحافة المدرسیة فی إکساب الطلاب المعلومات السیاسیة، وأیضًا دراسة انتصار السید محمد محمود زاید (2013م)(52)" أن الصحافة الدراسیة تؤدی دورًا مهمًا ورئیسًا فی تنمیة السلوک الاجتماعی لدى الطلاب، أیضًا تناولت دراسة هبة حنفی معوض (2015)(53) بعنوان إخراج المجلة المدرسیة الإلکترونیة وعلاقتها بالتذوق الجمالی لدى طلاب الإعلام التربوی، والتی هدفت إلى تحدید عناصر إخراج المجلة الإلکترونیة، وتوضیح أسالیب تصمیم المجلة المدرسیة، والتی ارتکزت على المنهج الوصفی التحلیلی، وقد أوضحت أهمیة التحریر من الرؤیة النمطیة لتصمیم وإخراج الصحف المدرسیة مما یترتب علیة اکتشاف بعض القیم الجمالیة والفنیة لأسلوب إخراج المجلات المدرسیة، وهناک دراسة أنور مصطفی عبد الخالق (2015)(54) بعنوان "العلاقة بین ممارسة الصحافة المدرسیة والوعی السیاسی لدى طلاب التعلیم الفنی" والتی توصلت إلى وجود ارتباط بین ممارسة الصحافة المدرسیة والوعى السیاسی لدى طلاب التعلیم الفنی، وقد تناولت دراسة سهیر سیف الدین عبده سیف الدین، (2016م)الدور الذی تقوم به الصحافة المدرسیة الالکترونیة فی تنمیة الوعی المعلوماتی لدى تلامیذ المرحلتین الإعدادیة والثانویة فی المدارس المصریة، وقد توصلت الدراسة إلى أن الصحافة المدرسیة الإلکترونیة مکنت الطلاب من اکتساب مهارات البحث عن المعلومات بنسبة (76.7%)، وان الصحافة المدرسیة الالکترونیة من الأنشطة التی تسهم فی تنمیة الوعی المعلوماتی لدى الطلاب بنسبة (82.9%).
بینما اهتمت نسبة 9.5% من عینة الدراسة بکل من الإذاعة المدرسیة والمسرح المدرسی لمعرفة تأثیراتها على الطلاب فی العملیة التعلیمیة وکان من بین هذه الدراسات دراسة کل من أشرف مصطفى أحمد شلبی (2015م)(55)، إیمان رضا سید عبد الرحیم (2015م)(56)، ودراسة إلهام محمود مرسی محمد (2018)(57)، والتی أکدت کلها على أهمیة الإذاعة المدرسیة فی تنمیة قدرات الطلاب ومهاراتهم اللغویة وتقبلهم للآخر، کما تناولت بعضها دور الإذاعة التعلیمیة فی العملیة التعلیمیة ومثال على ذلک دراسة أمیرة حسن سالم صبیح (2016)(58) بعنوان فاعلیة برنامج مقترح لإذاعة تعلیمیة إلکترونیة وعلاقته بمستوى التحصیل الدراسی لتلامیذ المرحلة الإعدادیة- دراسة تجریبیة، أکدت فیها على وجود فرق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المبحوثین على اختبار التحصیل الدراسی لمقرر مادة العلوم لصالح الاختبار البعدی.
أما عن الدراسات التی تناولت المسرح المدرسی نذکر منها دراسة هبة عبد الرحمن عبد السلام (2010)(59) بعنوان النشاط المسرحی واکتساب طلاب المرحلة الإعدادیة بعض المهارات العلمیة، وقد هدفت إلى التعرف على بعض المهارات العلمیة التی یمکن للنشاط المدرسی أن یکسبها لطلاب المرحلة الإعدادیة وقد توصلت إلى وجود فروق ذات دلالة بین الذکور والإناث الممارسین للنشاط المسرحی فی الدرجة الکلیة لحل المشکلات لصالح الإناث، دراسة محمد عبد الحلیم السید سرور(2010)(60) بعنوان الإعداد الأکادیمی لأخصائی المسرح المدرسی فی ضوء معاییر الجودة، وقد هدفت الدراسة إلى الوقوف على طبیعة وواقع نظام إعداد أخصائی المسرح المدرسی وأهداف ذلک الإعداد وذلک لأهمیة ودور المسرح المدرسی فی العملیة التعلیمیة وکیف یؤثر القائمین علیه فی کیفیة تشجیع الطلاب على الإفادة منه وقد انتمت هذه الدراسة إلى فئة الدراسات الوصفیة واستخدمت منهج المسح وقد استخدمت أداة الاستبیان على طلبة وطالبات قسم المسرح فی کلیات التربیة النوعیة لجمع البیانات، دراسة أمانی جمیل العطار (2015)(61) بعنوان أثر المسرح التعلیمی فی علاج بعض المشکلات السلوکیة لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة، وقد أشارت من خلالها إلى إمکانیة استخدام المسرح التعلیمی فی حل المشکلات السلوکیة لدى الطلاب، ومن خلال دراسة میدانیة وباستخدام المنهج شبة التجریبی، استخدمت فیها الباحثة استبانة استطلاع رأى ومقیاس للمشکلات السلوکیة ومن خلال تصمیمها لبرنامج قائم على حل المشکلات باستخدام المسرح التعلیمی توصلت إلى وجود فروق ذات دلالة بین متوسطات رتب درجات افراد المجموعتین الضابطة والتجریبیة على مقیاس المشکلات السلوکیة لصالح العنة التجریبیة.
3- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت ونشرت خلال فترة الدراسة وفقًا لموضوعات التی اهتمت بدراستها:
جدول رقم (4)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی وفقاَ لموضوعاتها
البحوث والرسائل العلمیة موضوعات الاهتمام |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
|
دور الإعلام التربوی فی خدمة المقررات الدراسیة |
2 |
12.5% |
6 |
7.9% |
8 |
10.8% |
دور الإعلام التربوی فی خدمة الطلاب |
11 |
78.6% |
35 |
65.8% |
46 |
62.2% |
دور الإعلام التربوی فی خدمة المجتمع |
1 |
- |
4 |
10.5% |
5 |
6.8% |
دراسات تناولت أخصائی الإعلام التربوی ومناهج الصحافة المدرسیة |
3 |
7.2% |
12 |
15.8% |
15 |
20.3% |
إجمالی الرسائل والدراسات |
17 |
100% |
57 |
100% |
74 |
100% |
یوضح هذا الجدول الموضوعات التی تم الترکیز علیها من خلال الدراسات والبحوث الخاصة بالإعلام التربوی وکما هو موضح بالشکل فقد أحتل موضوع علاقة الإعلام التربوی سواء الصحافة أو الإذاعة أو المسرح بالطلاب ودراسة دوره فی إکسابهم بعض المهارات والتعبیر عن شخصیاتهم فی المرتبة الأولى بنسبة 62% من إجمالی العینة، بینما بلغت نسبة الدراسات التی اهتمت بدور أخصائی الإعلام المدرسی والترکیز على المناهج الخاصة بالإعلام التربوی فی المرتبة الثانیة بنسبة 20%، ثم موضوع علاقة الإعلام التربوی بخدمة المقررات الدراسیة بنسبة 11%، بینما جاء موضوع خدمة الإعلام التربوی للمجتمع بنسبة 6.8%.
شکل رقم ( 4)
وکان من أهم الدراسات التی تناولت دور الإعلام التربوی فی خدمة الطلاب دراسة بکینام عادل محمد أحمد (2012)(62)، بعنوان استخدام الموهبین للصحافة المدرسیة والإشباعات التی تحققها لهم، وکان هدفها التعرف على مدى مشارکة الأطفال الموهبین فی الصحافة المدرسیة والدافع وراء هذه المشارکة، وقد استخدمت منهج المسح بالعینة وتم تطبیق الاستبیان على 200 مفردة من طلاب المدارس الإعدادیة بالقاهرة وتوصلت إلى أهمیة الصحافة کنشاط مدرسی فی إکساب القدرات اللازمة لتنمیة مواهبهم کما انهم یتعلمون من خلالها مهارات وفنون التعامل مع الأخرین، ودراسة سارة حسن حسین (2014)(63)، بعنوان دور بعض أنشطة الإعلام المدرسی فی إمداد المکفوفین بالمعلومات، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح، وباستخدام الاستبیان وأداة تحلیل المضمون توصلت الدراسة إلى أن طریقة برایل جاءت على رأى الطرق المستخدمة للمکفوفین بنسبة 83.1% یلیها الطریقة المبصرة 16.66%.وقد اهتمت بعض الدراسات بدراسة دور أخصائی الصحافة والإعلام التربوی وکان من أهم تلک الدراسات الدراسة التی قام بها کلًا من مازن محمد عبد العزیز وفاطمة نبیل السروجى(2015)(64)، بعنوان إدراک أخصائی الإعلام التربوی لمفهوم التربیة الإعلامیة والإعلام التربوی واتجاهاتهم نحوها، وکانت من ضمن الدراسات الوصفیة التی استخدمت أداة الاستقصاء طبقت على عینة عمدیة من أخصائی الإعلام التربوی فی محافظة القاهرة قوامها 120 مفردة، ودراسة هناء سید شعبان (2018)(65) بعنوان تقویم دور أخصائی الإعلام التربوی فی ضوء المعاییر القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، وقد استهدفت فیها تقویم دور أخصائی الإعلام التربوی والوقوف على طبیعة الدور الذی یؤدیه فی العملیة التعلیمیة، وباستخدام منهج المسح وعن طریق المقابلة الشخصیة للباحثة مع بعض الأخصائیین التی بلغت عددهم 400 من أخصائی الإعلام وعن طریق استبانة وزعت علیهم، وتوصلت الباحثة فی دراستها إلى عدم وجود معاییر واضحة ومحددة لدور الإعلام التربوی کأهم اسباب القصور فی اداء أخصائی الإعلام التربوی.
4- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت خلال فترة الدراسة وفقًا للمرحلة الدراسیة المستهدفة:
جدول رقم (5)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی وفقًا للمرحلة الدراسیة المستهدفة
البحوث والرسائل العلمیة
المرحلة الدراسة |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
الترتیب |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
|
|
مرحلة الابتدائیة |
- |
- |
8 |
14% |
8 |
10.8% |
4 |
المرحلة الإعدادیة |
5 |
29.4% |
19 |
33.3% |
24 |
32.4% |
1 |
المرحلة الثانویة |
5 |
29.4% |
12 |
21.1% |
17 |
23% |
2 |
أکثر من مرحلة دراسیة |
1 |
6% |
6 |
10.5% |
7 |
9.5% |
5 |
أخصائی الصحافة والمعلمین |
4 |
23.5 |
4 |
7% |
8 |
10.8 |
4 |
لم تحدد أیًا من المراحل |
2 |
11.8% |
8 |
14% |
10 |
13.5% |
3 |
الإجمالی |
17 |
100% |
57 |
100% |
74 |
100% |
|
شکل رقم (5)
-
تشیر بیانات الجدول الآتی إلى توزیع عینة الدراسة وفقًا للمرحلة العمریة التی اهتمت بها، وکما هو موضح فقد احتلت الدراسات التی استهدفت المرحلة الإعدادیة فی المرتبة الأولى بنسبة 32.4% من إجمالی العینة، کان من بینها دراسة سهام محمد صلاح الدین محمد الطنطاوی (2011م)بعنوان دور الصحافة المدرسیة فی إکساب تلامیذ المرحلة الإعدادیة المعلومات السیاسیة، وقد استخدمت الدراسة المنهج المسحی، وبلغ حجم العینة المطبق علیها الدراسة 400 مفردة من طلاب المرحلة الإعدادیة، أشرف مصطفى أحمد شلبی (2015م)التی هدفتإلى التعرف على الأنشطة الإذاعیة المدرسیة وعلاقتها بتنمیة بعض المهارات الاجتماعیة لدى عینة من الأطفال الموهبین المعاقین عقلیًا فئة داون القابلین للتعلم کهدف رئیس وعدة أهداف فرعیة، وتعتبر هذه الدراسة فی مجتمع وثائقی یشمل على مجموعة من عینة الأنشطة الإعلامیة المدرسیة المقدمة بمدارس ذوی الاحتیاجات الخاصة بمصر، ومجتمع بشری هم عینة من تلامیذ المرحلة الإعدادیة.
ثم احتلت نسبة 23% للمدارس الثانویة فی المرتبة الثانیة، کدراسة إیمان رضا سید عبد الرحیم (2015م) وقد هدفت إلى تقدیم نموذج لإذاعة مدرسیة الکترونیة متخصصة لطلاب المدارس الثانویة إضافة إلى توفیر أداة لرعایة الطلاب الموهوبین فی مجالات الإذاعة المدرسیة خارج المدرسة، دراسة هناء راضی العسکرى(2017)(66) بعنوان دور القائم بالاتصال فی الإعلام المدرسی فی توعیة طلاب المرحلة الثانویة بمفاهیم التربیة الإعلامیة، وقد هدفت إلى التعرف على الدور الذی یؤدیه القائم بالاتصال فی الإعلام المدرسی فی توعیة طلاب المرحلة الثانویة بمفاهیم التربیة الإعلامیة، کانت هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفیة، واستخدمت منهج المسح الإعلامی، وتم تطبیق استمارة الدراسة المیدانیة على عینة قوامها 450 مفردة من طلاب المرحلة الثانویة، دراسة دعاء عبد الله محمد سالم (2017)(67) بعنوان ممارسة أنشطة الإعلام التربوی وعلاقتها بتنمیتها لمهارات التربیة الإعلامیة لدى طلاب المرحلة الثانویة، وقد هدفت للتعرف على العلاقة بین ممارسة انشطة الإعلام التربوی لطلاب الثانویة العامة وتنمیة مهارات التربیة الإعلامیة لدیهم، وباستخدام منهج المسح تم تطبیق استمارة استبیان لعدد من طلاب المرحلة الثانویة بمحافظة المنوفیة قوامها 400 مفردة.
کما احتلت الدراسات التی لم تحدد فئة معینة للدراسة بنسبة 13.5% وکان من بینها، دراسة سارة حسن حسین (2014)، والتی لم تحدد فترة من عمر الطلاب الذین طبقوا علیهم الاستبیان، جدیر بالذکر أن الدراسة کانت تعد إحدى الدراسات الوصفیة، وقد استخدمت أداة الاستبیان وتحلیل المضمون معًا، وکان عدد العینة الخاص بها 200 مفردة من المکفوفین فی مصر، وتوصلت من خلالها إلى أن طریقة برایل جاءت على رأس الطرق المستخدمة فی الإعلام التربوی.
بینما احتل کل من الدراسات التی اهتمت بالمرحلة الابتدائیة والدراسات التی اهتمت بأخصائیین الإعلام التربوی المرتبة الرابعة بنسبة 10.8%، کان من بین الدراسات التی اهتمت بدراسة الأخصائیین ومعلمی الإعلام التربوی دراسة هناء سید شعبان(2018)، دراسة مازن محمد عبد العزیز وفاطمة نبیل السروجى(2015)، هبة إبراهیم جودة (2012)، وقد استهدفت جمیعها دور أخصائی الإعلام التربوی وتقییمه وکیفیة إعداده بما یتفق مع معاییر الجودة والاعتماد.
ب- المحور الثانی: تحلیل ووصف للإجراءات المنهجیة التی اتبعتها دراسات الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة:
1- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت خلال فترة الدراسة وفقًا لنوع الدراسة:
جدول رقم ( 6)
توزیع بحوث ودراسات الإعلام التربوی خلال الفترة محل الدراسة وفقًا لنوع الدراسة
البحوث والرسائل العلمیة نوع الدراسة |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
|
مستقبلیة |
- |
- |
1 |
1.8 |
1 |
1.4 |
وصفیة |
16 |
94 |
47 |
82.5 |
63 |
85.1 |
تجریبیة أو شبة تجریبیة |
1 |
6 |
9 |
15.8 |
10 |
13.5 |
إجمالی الرسائل والدراسات |
17 |
100 |
57 |
100 |
74 |
100 |
شکل رقم ( 6)
تشیر بیانات الجدول والشکل السابقان إلى غلبة الدراسات الوصفیة فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی بحیث شملت أکثر من 85% من إجمالی عینة التحلیل وبذلک هذا یعطی مؤشرًا مهمًا بأن معظم هذه الدراسات اعتمدت على منهج المسح وهو ما توصل إلیه التحلیل فی الجزء الخاص بالمناهج المستخدمة، وکان من بین هذه الدراسات دراسة سامیة إبراهیم (2013م)(68)حاولت الدراسة استقصاء أثر برنامج تدریبی فی الصحافة المدرسیة على تنمیة مهارة الفکر الابتکاری واتخاذ القرار، وصنفت الدراسة ضمن حقل البحوث الوصفیة التحلیلیة، وممدوح عبد السلام أبو اللیل (2015م)(69)وکان هدفهاالتعرف على العلاقة بین مشارکة الطلاب ذوی الاحتیاجات الخاصة والعادیین وبین الاحتیاجات الاجتماعیة والمعرفیة لدیهم، وقد صنفت ضمن البحوث الوصفیة، إبراهیم محمد أبو المجد(2015)(70)، بعنوان اتجاهات طلاب المرحلة الثانویة نحو تدریس منهج الصحافة المدرسیة وعلاقته بمستوى ممارستهم للأنشطة الإعلامیة بالمدرسة، وقد انتمت هذه الدراسة إلى فئة الدراسات الوصفیة التی استهدفت وصف الظاهرة محل الدراسة وتم مع بیانات تلک الدراسة من خلال استمارة استبیان وزعت على عینة عشوائیة من الطلاب قوامها 400 مفردة، وتوصلت الدراسة من خلال النتائج على أهمیة دور الصحافة المدرسیة فی العملیة التعلیمیة وقد فسرت ذلک بقبول الطلاب علیها بشکل مرتفع.
بینما احتلت الدراسات التجریبیة والشبة تجریبیة المرکز الثانی ب13.5% من إجمالی العینة، وهذه النسبة ضئیلة اذا ما تم مقارنتها بأهمیة البحث التجریبی فی مجال الإعلام التربوی، وکیف انه یعد من أفضل المجالات التی یمکن الاعتماد علی الدراسات التجریبیة وشبة التجریبیة فیها فی العلوم الاجتماعیة، ونذکر من الدراسات التی انتمت إلى فئة الدراسات التجریبیة دراسة أمانى جمیل العطار(2015)، وکانت بعنوان "أثر استخدام المسرح التعلیمی فی علاج بعض المشکلات السلوکیة لدى تلامیذ المرحلة الابتدائیة"، وباستخدام المنهج شبة التجریبی أجریت الدراسة على عینة 24 تلمیذًا بمرحلة الطفولة المبکرة بطنطا واستخدمت استطلاع رأى العینة حول المشکلات السلوکیة ومقیاسًا للمشکلات السلوکیة، واعتمدت فی التجربة على برنامج من إعدادها باستخدام المسرح التعلیمی للتغلب على المشکلات السلوکیة، وتوصلت إلى وجود فرووض ذات دلالة بین متوسطات رتب درجات افراد المجوعتین الضابطة والتجریبیة على مقیاس المشکلات لصالح التجریبیة، ودراسة میادة مجدی محمود السعید الشناوی(2016م) أهم القیم التربویة والمفاهیم السیاسیة اللازم تنمیتها لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی، وکان من أهدافها تصمیم منهج مقترح فی الصحافة المدرسیة یستهدف تنمیة بعض القیم التربویة والمفاهیم السیاسیة لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی، وقیاس فاعلیة المنهج المقترح فی تنمیة بعض القیم التربویة والمفاهیم السیاسیة لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی، وتقدیم التوصیات والمقترحات التی یطرحها البحث وفق نتائجه. وکان من نتائج البحث بعد اختبار صحة الفروض أظهرت النتائج تفوق تلامیذ المجموعة التجریبیة على المجموعة الضابطة فی اختبار التحصیل، ایضا تفوق تلامیذ المجموعة التجریبیة على المجموعة الضابطة فی اختبار المواقف، مما یُثبت صحة فروض البحث والذی نص على أن المنهج المقترح أدى إلى تنمیة القیم التربویة والمفاهیم السیاسیة من الناحیة المعرفیة والأدائیة لتلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی، دراسة أمیرة حسن سالم صبیح (2016) وکانت بعنوان فاعلیة برنامج مقترح لإذاعة تعلیمیة إلکترونیة وعلاقته بمستوى التحصیل الدراسی لتلامیذ المرحلة الإعدادیة، واستعانت الباحثة بالمنهج شبة التجریبی وتوصلت من خلاله إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المبحوثین على اختبار التحصیل الدراسی القبلی والبعدی لصالح البعدی، وکان من الملاحظات السلبیة هی عدم وجود دراسات مستقبلیة الا بنسبة بسیطة جدا لا تتعدى 1.4% وهى ما تعنى بمستقبل الإعلام التربوی وما ینبغی أن یکون علیه مستقبلًا، وتأتى دراسة عطیة حامد عطیة (2012)(72) کمثال لتلک الدراسات المهمة والتی لم تلق الاهتمام المناسب لها فی دراسات الإعلام التربوی، حیث یعد هذا المجال من المجالات المتطورة والتی ینبغی الاهتمام بما سوف تکون علیة مستقبلًا لما لها من تأثیر فی العملیة التعلیمیة وعلى حیاة أبناءنا، وکذلک دراسة المعوقات التی تعیق عملیة الإعلام المدرسی ومواجهة تلک المعوقات ووضع خطط مستقبلیة لما ینبغی أن یکون علیه هذا المجال، جدیر بالذکر أن دراسة عطیة حامد عطیة کانت تهدف إلى التعرف على أهم المشکلات والتحدیات التی تعیق تحقیق وتفعیل أدوار وأهداف الإعلام المدرسی خاصة فی الحلقة الثانیة للتعلیم الأساسی ووضع السیناریوهات المقترحة لزیادة فاعلیة الإعلام المدرسی فی العملیة التعلیمیة ووضعة فی أیدی المسؤولین لضرورة الأخذ بها فی عملیة تطویر هذا المجال.
5- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة وفقًا لمجال التطبیق:
جدول رقم (7)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام وفقًا لمجال التطبیق
البحوث والرسائل العلمیة مجال التطبیق |
بحوث منشورة (عربیة وأجنبیة) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
الترتیب |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
||
تحلیلیة |
6 |
35.3 |
2 |
3.5 |
8 |
10.8 |
4 |
تطبیقیة |
2 |
11.8 |
10 |
17.5 |
12 |
16.2 |
3 |
میدانیة |
8 |
47.1 |
30 |
52.6 |
38 |
51.4 |
1 |
أکثر من مجال للتطبیق |
1 |
6 |
15 |
26.3 |
16 |
21.6 |
2 |
إجمالی الرسائل والدراسات |
17 |
100 |
57 |
100 |
74 |
100 |
|
شکل رقم (7)
تظهر بیانات الدول والشکل السابقان توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت ونشرت خلال الفترة محل الدراسة وفقًا لمجال التطبیق وقد جاءت الدراسات المیدانیة فی المرتبة الأولى من بین مجالات تطبیق الدراسات والبحوث بنسبة بلغت 51.4% من إجمالی عینة الدراسة، وهی الدراسات التی اعتمدت على تطبیق استمارات الاستقصاء على عینات بشریة سواء من الطلاب أو المعلمین والمشرفین، أو أخصائی الإعلام التربوی داخل المدارس، بینما احتلت الدراسات التی اشتملت على أکثر من مجال تطبیقی المرتبة الثانیة بنسبة 21.6% وهی الدراسات التی تجمع ما بین المیدانی والتحلیلی احیانًا أو التحلیلی والتطبیقی أحیانًا اخرى، ثم الدراسات التطبیقیة 16.2%، والدراسات التحلیلیة 10.8% من إجمالی العینة المحللة.
ویظهر من التحلیل غلبة الدراسات المیدانیة وهذا یکون فی الدراسات والبحوث التی کانت تهدف لمعرفة دور الإعلام التربوی فی تنمیة جانب من جوانب شخصیة الطلاب، أو مساعدتهم لاکتساب مهارات حیاتیة أو غیرها وبذلک فی التطبیق على العینات البشریة لا غنى عنه لوقوف على هذا الدور، ومن أمثلة الدراسات التی اعتمدت على التطبیق المیدانی دراسة مروة عادل محمود محمد، (2015م)(73) التی کانت تهدفإلى وضع مجموعة من المقترحات لتطویر إدارة الإعلام التربوی المدرسی بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء خبرات المملکة المتحدة والولایات المتحدة الأمریکیة. وتقتصر الدراسة على عینة من أخصائی الإعلام التربوی والموجهین بالمرحلة الابتدائیة فی محافظتی الغربیة والمنوفیة، واعتمدت الدراسة على الزیارات المیدانیة والمقابلات الشخصیة، والاستبیان کأدوات لها، بینما اعتمدت بعض الدراسات على أکثر من شکل للتطبیق کأن تقوم بدراسة میدانیة وتحلیلیة معًا کدراسة أمیرة حسن سالم ( 2012م) وقد هدفت إلى التعرف علىالدور الذی تقوم به الإذاعة المدرسیة فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى طلاب المرحلة الثانویة العامة، وتعد الدراسة من الدراسات الوصفیة حیث تعتمد على منهج المسح بالعینة، وقد أجریت الدراسة التحلیلیة على عینة من برامج الإذاعة المدرسیة من خلال بعض المدارس التابعة لإدارات: بنها، طوخ، شبین القناطر بمحافظة القلیوبیة، وطبقت الدراسة المیدانیة على عینة عشوائیة من طلاب المرحلة الثانویة العامة تتراوح أعمارهم من سن (15_ 17)، قوامها (400) طالب، واستخدمت الدراسة أداتین لجمع البیانات هما: تحلیل المضمون والاستبانة، ومن أمثلتها أیضًا، دراسة عزیزة مصطفی(2015)(74) بعنوان دور الإعلام التربوی فی إکساب تلامیذ المرحلة الإعدادیة المعرفة بحقوق الطفل، وباستخدام منهج المسح اعتمدت الباحثة على أداتی لجمع البیانات هما استمارة استبیان على 450مفردة من المدارس الإعدادیة، وتحلیل مضمون لعینة من المجلات الحائطیة بلغت 59 مجلة، 15 مجلة مطبوعة و20 نص مسرح، وتوصلت من خلال دراستها أن الإذاعة المدرسیة جاءت على رأى أنشطة الإعلام التربوی الذی یمثله عینة الدراسة.
6- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة وفقًا للمنهج المستخدم.
جدول رقم (8)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی وفقًا للمنهج المستخدم
البحوث والرسائل العلمیة
المنهج المستخدم |
بحوث منشورة (مجلات ومؤتمرات) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
الترتیب |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
||
منهج المسح |
8 |
47.1 |
35 |
61.4 |
43 |
58.1 |
1 |
المنهج التجریبی أو شبه تجریبی |
1 |
6 |
11 |
19.3 |
12 |
16.2 |
2 |
المنهج المقارن |
1 |
6 |
2 |
3.5 |
3 |
4.1 |
4 |
منهج تحلیلی |
2 |
11.8 |
2 |
3.5 |
4 |
5.4 |
3 |
أکثر من منهج |
5 |
29.4 |
7 |
12.3 |
12 |
16.2 |
2 |
إجمالی الدراسات |
17 |
100 |
57 |
100 |
52 |
100 |
|
شکل رقم (8)
تدل بیانات الجدول والشکل السابقین على توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی تبعًا للمنهج المستخدم وکما هو موضح فقد احتلت البحوث والدراسات التی استخدمت منهج المسح المرتبة الأولى بنسبة بلغت 58.1% من إجمالی العینة أی ما یزید عن نصف العینة التی تم تحلیلها، ثم جاء المنهج التجریبی والشبه تجریبی فی المرکز الثانی بنسبة بلغت 16.2% من إجمالی العینة وفی نفس المرکز وبنفس النسبة احتلت الدراسات التی اعتمدت على أکثر من منهج علمی، ثم المنهج التحلیلی بنسبة 5.4%، بینما جاء فی نهایة القائمة المنهج المقارن الذی بلغ 4.1% فقط من إجمالی العینة. وتعکس النتائج السابقة غلبة الاهتمام باستخدام منهج المسح فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی وذلک فی إطار الدراسات الوصفیة التی تهدف إلى وصف ظاهرة ما أو موقف یغلب علیه صفة التحدید باستخدام منهج المسح الإعلامی بالعینة وهی الدراسات التی اعتمدت فی معظمها على أدوات الاستقصاء واستمارات تحلیل المضمون الإعلامی لوسائل الإعلام التربوی.
ومن أمثلة الدراسات التی استخدمت منهج المسح دراسة أمیرة حسن سالم ( 2012م) والتی تناولت الدور الذی تقوم به الإذاعة المدرسیة فی تنمیة المهارات الاجتماعیة لدى طلاب المرحلة الثانویة العامة، وباستخدام منهج المسح قامت بإجراء الدراسة التحلیلیة على عینة من برامج الإذاعة المدرسیة من خلال بعض المدارس التابعة لإدارات، بنها، طوخ، شبین القناطر بمحافظة القلیوبیة، وطبقت الدراسة المیدانیة على عینة عشوائیة من طلاب المرحلة الثانویة العامة تتراوح أعمارهم من سن (15_ 17)، قوامها (400) طالب، وفی نفس السنة استخدمت دراسة شرین حمدینو سالم محمد(2012م) منهج المسح مستخدمة استمارة استقصاء واستمارة تحلیل المضمون، وأجریت الدراسة على عینة میدانیة قوامها (408) مبحوث وعینة تحلیلیة قوامها (336 صحیفة) مدرسیة (حائطیة مطبوعة)، فی حین استخدمت إیمان فراج محمد عبد اللاه (2015م)(75) وتمثلت عینة الدراسة فی (400) مفردة من الذکور والإناث فی المدارس الحکومیة بمحافظة الإسماعیلیة، وتتراوح أعمارهم ما بین ( 12_15عامًا)، وتم تحلیل مضمون (24) مجلة حائط، و(40) برنامج إذاعی على مدار فصل دراسی کامل لمدارس الدراسة من خلال استمارة الاستبیان واستمارة تحلیل مضمون، وهکذا یلاحظ أن معظم الدراسات والبحوث التی استخدمت منهج المسح قد اعتمدت على الدراستین المیدانیة والتحلیلیة.
کما تشیر البیانات أیضًا إلى اهتمام دراسات وبحوث الإعلام التربوی باستخدام المنهج التجریبی /شبة التجریبی حیث جاء فی المرتبة الثانیة باعتبارهما من المناهج التی تتسم بدقة نتائجها وصعوبة إجراءاتها، ویعتبر التوسع فی استخدامها هو من نقاط القوة فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی، وقد استخدم المنهج التجریبی فی دراسة السید إبراهیم درویش (2011م)(76) وقد توصلت الدراسة إلى انه توجد علاقة ارتباطیة ذات دلالة احصائیة بین الممارسة الصحفیة وتنمیة قدرات الوعی الصحفی لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة، وان استخدام مقیاس (تورانس) للقدرة الابتکاریة بین أفراد المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة أدی إلى وجود فروق فی الأداء القبلی لدى التلامیذ، کما استخدمته دراسة صفاء السید الصعیدی (2016م)(77) والتی استهدفت التعرف على مدى فعالیة البرنامج المقترح فی تنمیة مهارات صحافة الفیدیو (ایجاد الفکرة، التصویر، التحریر، تسجیل ومعالجة الصوت، المونتاج) لطلاب الإعلام التربوی، واتبعت الباحثة المنهج التجریبی لتحدید فعالیة البرنامج فی تنمیة مهارات صحافة الفیدیو لطلاب الإعلام التربوی على عینة من طلاب الفرقة الثالثة والرابعة قسم الإعلام التربوی بکلیة التربیة النوعیة فرع میت غمر العام الدراسی 2014م/ 2015م.
وبالاعتماد على المنهج شبه التجریبی اعتمدت علیه دراسة سامیة إبراهیم (2013م) حیث حاولت الدراسة استقصاء أثر برنامج تدریبی فی الصحافة المدرسیة على تنمیة مهارة الفکر الابتکاری واتخاذ القرار، وتم اختیار المجموعة الضابطة والمجموعة التجریبیة بطریقة عشوائیة، فیما تمثلت أدوات الدراسة فی اختبار الذکاء المصور واختبار التفکیر الابتکار واختبار اتخاذ القرار على المجموعتین الضابطة والتجریبیة للتأکد من تکافؤهما، ودراسة إلهام محمود مرسی محمد (2018)، حیث تکونت عینة الدراسة المیدانیة من (60) طالب من المراهقین فی المرحلة العمریة من (12:15) سنة، وقد أثبتت الدراسة فی نتائجها فاعلیة استخدام المراهقین للإذاعة المدرسیة فی التقلیل من مستوى الخجل لدیهم بنسبة 81.6%، کم أنها تُسهم فی بناء الثقة بالنفس بنسبة 71.7%.
کما کشف التحلیل أن هناک عدد کبیر من الدراسات التی لم تکتف باستخدام منهج واحد بل اعتمدت على أکثر من منهج کدراسة سکرة على حسن البریدى(2011)(78)وقد هدفت إلى معرفة اتجاهات المدرسین کأفراد فی العملی التعلیمیة نحو الإعلام المدرسی وعناصره المختلفة، وقد استخدمت منهج المسح ومنهج العلاقات المتبادلة وتوصلت من خلال استبیان ومقابلة أجرتها مع عینة الدراسة أن المعلمین فی المدارس یمتلکون اتجاهات إیجابیة نحو أخصائی الإعلام التربوی ودورة فی العملیة التعلیمیة، مروة عادل محمود محمد، (2015م)والتی هدفتإلى وضع مجموعة من المقترحات لتطویر إدارة الإعلام التربوی المدرسی بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء خبرات المملکة المتحدة والولایات المتحدة الأمریکیة. وتقتصر الدراسة على عینة من أخصائی الإعلام التربوی والموجهین بالمرحلة الابتدائیة فی محافظتی الغربیة والمنوفیة. واعتمدت الدراسة على الزیارات المیدانیة والمقابلات الشخصیة، والاستبیان کأدوات لها، واستخدمت المنهج الوصفی والمنهج المقارن، وفی نفس السنة وبالاعتماد على المنهج الترتیبی والمنهج المقارن جاءت دراسة ثروت فرج خلیل إبراهیم (2015م)(79)والتی تناولت فاعلیة مجلة أطفال الکترونیة مقترحة کأحد الأنشطة الإعلامیة فی إکساب طلاب المرحلة الإعدادیة بعض المفاهیم العلمیة والبیئیة، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیة بین متوسطی القیاسین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة فی المفاهیم العلمیة والبیئیة والسلوکیات البیئیة.
کما کشف التحلیل عن وجود عدد قلیل من الدراسات التی اعتمدت على المنهج المقارن کان منها دراسة محمد حسن رسمی وآخرون (2015م)(80) والتی سعتللإجابة عن تساؤل رئیسی متعلق کیفیة تفعیل الدور التربوی لأخصائی الصحافة المدرسیة فی ضوء خبرات بعض الدول المتقدمة، واعتمدت الدراسة على المنهج المقارن وفقا لطریقة ومدخل (بیرایدای)، وقد توصلت الدراسة إلى قلة اشتراک الطلاب فی مراکز تنمیة القدرات الصحفیة خلال العطلة الصیفیة سواء کانوا طلاب بالمدارس الإعدادیة العامة أو المهنیة، وجدیر بالذکر أن المنهج المقارن کان أحد المناهج التی اعتمدت علیها الدراسات کأحد المناهج المساعدة للمناهج الرئیسیة لها، کما أن هناک بعض الملاحظات السلبیة التی توصل إلیها البحث، وهى عدم الاعتماد على بعض المناهج الإعلامیة کمنهج دراسة الحالة، والمنهج التاریخی، وهذه المناهج بتکون ذات أهمیة کبیرة فی دراسة بعض الموضوعات المهمة وبهذا یعتبر ذلک نوع من أنواع القصور فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی.
7- توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی التی أجیزت خلال فترة البحث وفقًا للأدوات المستخدمة:
جدول رقم (9)
توزیع دراسات وبحوث الإعلام التربوی وفقًا للأدوات المستخدمة
البحوث والرسائل العلمیة
الأدوات المستخدمة |
بحوث منشورة (عربیة وأجنبیة) |
دراسات غیر منشورة (ماجستیر ودکتوراه) |
الإجمالی |
الترتیب |
|||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
||
استمارة الاستبیان |
8 |
47.1 |
35 |
61.4 |
43 |
58.1 |
1 |
تحلیل المضمون |
7 |
41.2 |
20 |
35.1 |
27 |
36.5 |
2 |
الملاحظة المباشرة |
2 |
11.8 |
5 |
8.8 |
7 |
9.5 |
5 |
المقاییس النفسیة والإعلامیة |
3 |
17.6 |
9 |
15.8 |
12 |
16.2 |
3 |
المقابلات العلمیة |
2 |
11.8 |
8 |
14.1 |
10 |
13.5 |
4 |
الإجمالی |
17 |
57 |
74 |
|
ملاحظة: خانة الإجمالی هنا تعبر عن عدد العینة ولیس عدد التکرارات وذلک لاحتواء بعض العینة على أکثر من أداة فی القیاس
شکل رقم ( 9)
یوضح الجدول والرسم السابقان توزیع بحوث ودراسات الإعلام التربوی التی نشرت وأجیزت خلال فترة التحلیل وفقًا للأدوات المستخدمة، حیث جاء استخدام استمارة الاستبیان فی الترتیب الأول بنسبة 71.2 من إجمالی العینة محل الدراسة، بینما جاء استخدام استمارة تحلیل المضمون فی الترتیب الثانی بنسبة 27 من إجمالی العینة، وجاء استخدام المقاییس الإعلامیة والنفسیة والاختبارات فی المرکز الثالث بنسبة 23.1، واحتلت أداة المقابلة المقننة الترتیب الرابع بنسبة 19.3، بینما احتلت الملاحظة المباشرة المرتبة الخامسة بنسبة بلغت 13.5 من إجمالی العینة.
ومن الملاحظات التی وردت من خلال التحلیل الکیفی أن هناک بعض الدراسات أو معظمها قد استخدمت أکثر من أداة، وتعکس البیانات السابقة سیطرة استمارتی الاستبیان ثم تحلیل المضمون فی النسبة الأکبر من دراسات وبحوث الإعلام التربوی، فمن نماذج الدراسات التی استخدمت الاستبیان وتحلیل المضمون معًا، دراسة مروة زکریا (2016)(81)، والتی اعتمدت علیها فی التوصل لنتائج الدراسة المرغوبة، کما استخدمت دراسة بسمة محمود محمد (2016)(82)، أداة الاستبیان وقائمة بالمعاییر الواجب توافرها فی منهج الصحافة المدرسیة، بینما قام عبد الله عبد الله محمد الوزان ( 2013م) واستخدمت الدراسة استمارة تحلیل المضمون لعینة تحلیلیة قوامها (96) من الصحف المدرسیة، کما استخدمت الاستبیان لعینة من الطلاب قوامها (300) من طلاب المدارس الإعدادیة، فی حین استخدمت دراسة أحمد عبد الکافی عبد الفتاح ( 2012م)(83) استخدمت فی إطار منهج المسح، واعتمدت على أداتی تحلیل المضمون والاستقصاء.
کما ینبغی الإشارة إلى نجاح دراسات الإعلام التربوی فی توظیف المقاییس النفسیة وتطبیقها کأدوات علمیة دقیقة وخاصة فی الموضوعات التی تتکامل فیها دراسات الإعلام التربوی مع الجوانب النفسیة والاجتماعیة، الأمر الذی یمکن اعتباره من مواطن القوة فی دراسات هذا المجال، ومن الدراسات التی اعتمدت على المقاییس فی جمع البیانات مقیاس (تورانس) للقدرة الابتکاریة فی دراسة السید إبراهیم درویش (2011م)، وقد استخدم مقیاس مهارة الاستماع ومقیاس التحدث واستخدام اللغة غیر اللفظیة وبرنامج مهارات الاتصال باستخدام الوسائط المتعددة ومقیاس المستوى الاقتصادی الاجتماعی فی دراسة منى علیوه عامر (2013م)، ومقیاس السلوک الاجتماعی فی دراسة انتصار السید محمد محمود زاید (2013م).
کما لوحظ الاهتمام باستخدام ادوات بحثیة أکثر ملائمة للتطبیق فی بحث الظواهر کالملاحظة المباشرة والمقابلات المقننة والتی تعد من الوسائل الملائمة فی دراسة موضوعات الإعلام التربوی وکان من بین هذه الدراسات، دراسة مسعود حسین خلیفة التائب (2013م) والتی استهدفتإلى رصد واقع الصحافة المدرسیة فی سبع مدارس، تمثل 11 من إجمالی المدارس الإعدادیة بهذه المدینة، وقد تم استخدام المنهج المسحی، وفی إطاره استخدمت أدوات: تحلیل المضمون فی شقه الکیفی، والمقابلة العلمیة، والملاحظة العلمیة.
ج- المحور الثالث عرض أبرز الأطر النظریة التی تبنتها دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة.
من خلال التحلیل الکمی والکیفی توصلت الدراسة أن غالبیة الدراسات والبحوث الخاصة بدراسة استخدامات الإعلام التربوی فی العملیة التعلیمیة وتأثیراته على الطلاب والبیئة المدرسیة ککل لم یتم الاعتماد على مدخل نظری لدراسة تلک التأثیرات، وإن کانت صاحبة النصیب الأکبر من المداخل النظریة کانت نظریة الاستخدامات والإشباعات، ومدخل الاعتماد على وسائل الإعلام، وقد أعتمد علیه بعض الدراسات وکان من بین هذا الدراسات دراسة مروة زکریا یحی (2016) والتی اعتمدت على نظریة الاستخدامات والإشباعات، دراسة أحمد عبد الکافی عبد الفتاح(2012) بعنوان استخدام تلامیذ المرحلة الإعدادیة للصحف الإلکترونیة المدرسیة والإشباعات المتحققة منها، ومن الملاحظات المهمة أیضًا هو عدم اعتماد الدراسات على مداخل نظریة حدیثة فی التطبیق العملی للدراسة الخاصة بکلًا منهم کنظریة ثراء الوسیلة أو التعلم الاجتماعی، الأمر الذی نعده من مظاهر الخلل والقصور فی دراسات الإعلام التربوی فی مصر.
د- المحور الرابع: رصد أهم نقاط القوة وأهم نقاط الضعف فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة:
من خلال استقراء دراسات وبحوث الإعلام التربوی خلال فترة الدراسة، یمکن استخلاص المؤشرات الأتیة:-
1- أولًا: مواطن القوة:
2- ثانیًا: نقاط الضعف:
ه- المحور الخامس: صیاغة رؤیة مقترحة لمستقبل دراسات الإعلام التربوی وتأثیراته فی العملیة التعلیمیة:-
اعتمادًا على نتائج التحلیل السابق یمکن تقدیم عدد من التوصیات کرؤیة مقترحة لمستقبل الاتجاهات الحدیثة فی دراسات وبحوث الإعلام التربوی کالآتی:-
المراجع: