اتجاهاتُ خطاب الصحف العربيَّة والأجنبيَّة نحو الحرب الإسرائيليَّة على قطاع غزة في الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى مايو 2024– دراسة تحليليَّة مقارنة

     يهدف البحثُ إلى رصد وتحليل وتفسير اتجاهات خطاب الصحف العربية والأجنبية نحو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى مايو 2024، بالتطبيق على عينةٍ من مواد الرأي بمواقع الصحف العربية والأجنبية، وهي (موقع صحيفة الأهرام المصرية، وموقع صحيفة القدس العربي، وموقع صحيفة الجارديان البريطانية، وموقع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية)، استخدمت الباحثةُ أداةَ تحليل الخطاب الصحفي بشقيه الكمي والكيفي؛ من خلال تحليل الأطروحات الرئيسة والفرعية وتوصيفها، وتحليل القوى الفاعلة وأدوارها والمرجعيات الفكرية التي استند إليها الخطاب، ومن خلال ذلك يتسنى تحديد اتجاهات الخطاب الصحفي لمواقع الصحف عينة الدراسة، وأوجه الاختلاف والتشابه بينهم، كما استخدم البحثُ مدخل التحليل الثقافي؛ وذلك للتعرف على المتغيرات السياسية والثقافية والدينية المؤثرة على اتجاهات الخطاب الصحفي، ومن خلال الدراسة التحليلية تمَّ التوصل إلى:

اتسم الخطاب الصحفي لموقع صحيفة الأهرام المصرية بأنه هجومي على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبالتحيز إلى حماس، وفي السياق ذاته كان الخطاب الصحفي لموقع صحيفة القدس العربي هجومي على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومتحيز لحماس، بينما اتسم الخطاب الصحفي لصحيفة الجارديان البريطانية بالتوازن نحو القضية محل الدراسة، اهتمت الصحيفة بإدانة حماس والهجوم الذي قامت به في السابع من أكتوبر عام 2023 على إسرائيل، ومن جانب آخر أدانت الحربَ الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بأنها تخطَّت كلَّ الحدود من حيث الخراب والدمار غير مبالية بالقوانين الدولية والإنسانية، بينما اتسم الخطاب الصحفي لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بالهجوم على حماس والتحيز لإسرائيل، حرصت الصحيفة على شيطنة حماس وتصدير فكرة أنها منظمة إرهابية لها أهداف وأجندة خاصة مستغلة المدنيين الفلسطينيين في تحقيق ذلك عبر الاختباء في الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس والأحياء السكانية، وأنها هي السبب الأول والمباشر للحرب، وأن ما قامت به إسرائيل ما هو إلا رد فعل لهجمات حماس عليها.
اتسم خطابُ صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بالغموض في تناول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث كانت نسبة مواد الرأي التي تناولت القضية محل الدراسة ضعيفة إلى حدٍّ كبيرٍ، ويتضح من ذلك أن كتاب الصحيفة ابتعدوا عن الإدلاء بآرائهم إزاء حرب إسرائيل على قطاع غزة، ويمكن تفسير ذلك بسبب الضغط الداخلي الأمريكي على الإدارة الأمريكية لوقف الحرب.
برزت العديدُ من المتغيرات السياسية والثقافية والدينية أثرت على خطاب مواقع الصحف محل الدراسة، ويمكن تفسير اتفاق اتجاه خطاب صحيفة الأهرام المصرية مع صحيفة القدس العربي إلى العامل السياسي والديني والثقافي المتمثل في الوحدة العربية والإسلامية، والموقف العربي نحو القضية الفلسطينية المتمثل في حق الفلسطينيين في استرداد أرضهم وإقامة دولة فلسطينية حرة عاصمتها القدس الشريف.
برز تحيز خطاب صحيفة الواشنطن بوست لإسرائيل ويمكن تفسير ذلك في أن الولايات المتحدة الأمريكية تتفق مع الأيديولوجيات السياسية والفكرية والثقافية لإسرائيل، خصوصًا ما يتعلق بحماس التي يتفق عليها الجانب الإسرائيلي والأمريكي بأنها منظمة إرهابية غرضها تدمير إسرائيل وزعزعة الأمن، ليس فقط بقطاع غزة، بل بفلسطين والشرق الأوسط بأكمله؛ من أجل خدمة أهداف وأجندات خاصة بها.
برزت حماس، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية، ومحكمة العدل الدولية، كقوى فاعلة رئيسة بصحف الدراسة.
برزت الولايات المتحدة الأمريكية كأحد القوى الفاعلة الرئيسة التي تدعم حرب إسرائيل بقوة على غزة بصحف الأهرام المصرية، القدس العربي، الجارديان البريطانية.